حاول العدو الصهيوني منذ نصف قرن أن يخترق الشعوب العربية فلم يستطع، ومازال يسعى لتحقيق هذا النصر الذي حرمه الله منه، واليوم يرتكب بعض العرب جريمة بحق فلسطين فسلكوا مسالك التطبيع وقد طبع الله على قلوبهم، وقضية فلسطين لا تريد منهم شيئا ولا تعول عليهم في شيء، إلا أن المؤسف أن هناك قلة من أبناء الأمة بدأت فعلا مؤثرات التطبيع تنخر في أجسادهم وبدأت أصواتهم تظهر دون خجل ممالئة” لتوجهات رسمي عربية، ألا إن التطبيع يعتبر جريمة آثمة في حق قضيتنا المركزية، وأن ما أقدمت عليه حكومات التطبيع هو جريمة في حق فلسطين وأي نظام عربي يؤيد التطبيع يعتبر شريكا في تلك الجريمه، كما أن أي تاييد من قبل أي مواطن عربي فهو يعتبر شريكا في هذه الجريمه.
إن الكيان الصهيوني حاول اختراق الحكومات العربية وقد تحقق له ذلك منذ كامب ديفيد ولكنه حاول منذ زمن بعيد اختراق الشعوب العربية فلم يستطع لان ثقافة هذه الشعوب معززة صامدة وما زالت ثابته على المبدأ، واليوم يحاول العدو مجددا اختراق هذه الشعوب ولن يتمكن الا من القلة القليلة التي أيدت وبررت لهذا التطبيع، وغرر بها وهي نفس الفئة التي تسيء للقضايا التاريخية في الامة العربية وهي نفس الفئة التي طالها التشويه منذ نصف قرن، هذه الفئة ارتكبت جريمة في حق القضية فهم يسوقون التطبيع ويسوقون للاحتلال بهذه الطريقة حجتهم أنهم لم يحققوا شيئا يذكر من هذا الصدام وهي فكرة مغلوطة خائبة، إذن إلزموا الصمت بدلا من إعلان هذه العقيدة البائسة، فنحن نملك الصوت المقاوم ولن يتوقف، أنتم ماذا تملكون لا فكر ولا مبدأ ولا مشروع ولا أي شيء إلا العمالة بقصد أو بدون قصد؟! أما نحن سنرفع الصوت وسنواصل توجيه رسالتنا أولا للاحتلال المجرم وداعميه بأن هناك شعوبا عربية من المحيط الى الخليج ترفض رفضا قاطعا هذا التطبيع ولن يجد المحتل الا ما يسوءه فهو قاتل الاطفال ومجرم بحق الانسانية ولن نقبل الا دعم المقاومة بالقلم والفكر والمال وكل ما نملكه من أجل هذه القضية العربية المركزية الفلسطينية، وأنتم أبقوا في نومكم بأحلام التطببع وسيلعنكم التاريخ وتلعنكم القضية لأنكم تسوقون وتبررون للاجرام والاحتلال، أوتعتقدون انكم بهذا التسويق ستنصرون القضية يا جهلاء؟! أنتم الان تقدمون الهدايا المجانية للكيان المجرم المغتصب لأرضكم، فبدلا من دعم ونصرة أبناء فلسطين المقاومين، أنتم تسجلون مواقف مخزية من أجل تمرير وإيجاد المسوغات والمبررات لجريمة التطبيع، لم يكفكم الصمت والانزواء فأصبحتم تجاهرون بتأييد التطبيع ومحاولة تحييد المواقف المشرفة العزيزة، فناموا في هوانكم ونحن سنستمر في تعزيز ثقافة المقاومة حتى يفرق الله بين الحق والباطل .
فلسطين عربية من النهر الى البحر والمحتل الغاصب يستدرج الحكومات العربية ليحقق مشروع اسرائيل الكبرى فلن يكتف بفلسطين فقط طالما سيجد من يروج له، وأنتم بتخلفكم وانحيازكم للتطبيع تقفون ضد القضية وضد المقاومة الفلسطينية فعودوا الى رشدكم قبل الغرق في هذا المجهول، لأن من يبرر ويدعم أي موقف تطبيعي إنما يقف في صف الاحتلال وضد القضية الفلسطينية، أوتعتقدون يا جهلة أن العدو يكتفي بما وصل إليه؟! فالعدو إن لم يجد مقاومة التطبيع، وإن لم يجد مقاومة على الارض فسوف يستمرئ توسيع الاحتلال والاستيطان ومشروع الضم الذي أعلنه نتنياهو بعد خروجه من اتفاق السلام المزعوم، وحكماء بني صهيون رسموا خارطة (إسرائيل الكبرى) من النيل الى الفرات لذا فهو ماض في اذلالكم واهانتكم، ولو كان التطبيغ والاتفاقات تفيد مع هذا المحتل لاستفاد العرب من كامب ديفيد ومن اتفاقات اوسلو وبقية المفاوضات العبثية واي ريفر وكامب ديفيد٢ وغيرها، فلا تغرنكم هذه المبررات والردة التي حدثت في بعض العرب إن كانوا عربا بالفعل، فوالله سيلعنهم التاريخ، نحن هنا نوجه لكم دعوة يا من تركتم إرث الاباء والاجداد الذين ضحوا فيه بالدماء أن تعودوا الى رشدكم فالعدو الصهيوني يحاول اختراق الشعوب العربية ولم يفلح طوال عقود، فلا تتركوا له هذه الفرصه للاستحواذ على هذه القلة القليلة منكم، وأصمدوا بمواقفكم المشرفة المساندة للقضية فأينما يقف كيان الاحتلال إعلموا أنه على الباطل فلا تقفوا معه في هذا الموقف المخزي واصطفوا في صفوف الشرفاء من أبناء أمتكم، كما أنه لا يمكنكم التحدث بالانابة عن أبناء فلسطين فهم أعلم بمصالحهم ولا تسيؤوا لنضالهم المشرف.
أما نحن فإننا نعلن موقفنا صريحا ضد التطبيع وسنظل الى الأبد مع قضيتنا المصيرية الفلسطينية وسنشارك في هذا النضال إن لم نستطع باليد فبالكلمة وذلك أضعف الايمان، وأي تراجع في هذا الموقف يعتبر جريمة لن يغفرها التاريخ، ومن أراد أن يتناغم مع أصوات هذه الانظمة المطبعة فالافضل له أن ينحاز الى الصمت فذلك أسلم له، ولا يتفوه بكلمة في حق فلسطين ويتركها للابطال المقاومين فهم الرهان الحقيقي للقضية الفلسطينية، وهناك من الشرفاء من يقف معهم ولن يعترف بهذا العدو الذي فرض نفسه على الأرض العربية بمساندة قوى الامبريالية الدولية .
وأخيرا نوجه خطابنا لهذه القلة المتغافلة للعودة الى صوابها وتسجيل مواقفها المشرفة فليس هناك شيئا تخسره من اعلان موقفها المساند للقضيو والمقاومة الفلسطينية التي دكت معاقل الضلال والاحتلال والعدو يسير الى نهايته ونحن نقول له لا صلح ولا تفاوض لا اعتراف وما أخذ بالقوة لن يسترد الا بالقوة، والقوة وحدها هي التي ستحكم الموقف معه، فلا نامت أعين الجبناء ..
خميس بن عبيد القطيطي