دعوني في البداية اعرف ما هو العقل الواعي والعقل اللاواعي ، العقل الواعي هو الذي يتحدث بالمنطق ويركز على محتوى ما تحدث عنه ، كما انه يدرك جميع الاسباب والمسببات والنتائج من خلال الحواس الخمس ، فيستطيع التعامل معها كما يشاهدها او يحس بها او يشعر بها ، فيقبل او يرفض ، بينما تعريف العقل اللاواعي فهو مخزون لكل الاحداث التي مررت بها منذ الطفولة وحتى الآن ، وهو برمجتك السابقة للحاضر والمستقبل ، فإسترجاع ملفات سيرة حياتك يكون من خلاله .
لنرجع إلى مضمون ومحور موضوعنا عالم الارواح ، ونعطي بعض الأحداث والدلائل عن هذا الامر في سياق عالم الارواح الذي يحسبه البعض خفي ومستحيل ، ويراه البعض الاخر بأنه واضح وسهل المنال ، فمثلا يغيب الإنسان عن الوعي في العادة اذا اصطدم جسمه بشيء ثابت ومتين بقوة وخاصة اذا كانت الصدمة في الرأس وهذا التحليل الحقيقي المنطقي ، أما في عالم الارواح بالنسبة لي واتوافق فيه مع من يطلقون عليه تلبس ، فالتلبس في وجهة نظري بعالم الأرواح هو اقتراب هالة قوية شديدة من جسم ثابت وتختلف في تكوينها ومضمونها عن ذاك الجسم الثابت ، أي بمعنى اخر من مادتين لا تقبلا الانصهار في بعضها البعض ، فينتج عنها شحنات كهربائية تجعل الهالة من الجسم الثابت يسقط ، تماما كما هي السحابة المحملة بالماء والسحابة الخالية من الماء ، اي جسم سالب وجسم موجب ، وهذا التفسير المنطقي والمعقول بالنسبة لي ، فدخول جسم الجان إلى جسم الإنسان او روح شيخ صاحب كرامات كما يدعون إلى جسم رجل او امرأة حية لا يمكن ان يكون ابدا ، اولا كما قلت في مقالي الاول ان الروح عند مغادرتها الجسد تكون مع خالقها وهو الله ، وثانيا لأن قوة الهالة لا تتوافق وقوة الجسم ومادة الجسمين مختلفتين تماما في الخلق ، فيحصل الاغماء او بالمعنى الادق الصرع .
بينما يحدث العكس مع الدكتور النفساني في حالة استدعاء العقل اللاواعي من باطن الإنسان ، فتنويم المريض مغناطيسيا على السرير يجعل المريض يتحدث بلسانه كما لو كان يتحدث على طبيعته ، لكن ما يسرد الحدث وفق اسألة الدكتور هو العقل الباطني اي العقل اللاواعي ، فهذا العقل كما قلنا يمتلك السيرة الذاتيه والبرمجة اللغوية لهذا المريض ، وما قام به الدكتور هو فقط استدعاء لهذه الذاكرة المخزنة منذ سنين او ايام ، اي بمعني اخر الدكتور لم يلتصق او يدخل جسم المريض إنما لامسه من خلال العقل اللاواعي .
دعوني اعرف كلمتين مهمتين وهما ( المس والتلبس ) حتى تدركون الفرق اكثر مما شرحت سابقا حول الهالة والتصادم ، المس يعني هو ان تمس شيء بيدك فيصبح ممسوس محسوس او معلوم او مشعور ، بينما التلبس هو دخول جسم على تكوين جسم اخر او لالتصاق به بالقبول او بعدمة أي بعنوة ، فالمس هو تحكم قوى المس بالجسم من خلال الحركة والسكون من الخارج دون الدخول إلى الجسم ويسمى مستلبس ، فيتحكم بلسانه ويبطش بيداه ويضرب برجليه ، وهنا الجسم يحتمل تلك الهالة الخفيفة الملامسة دون دخول ولا إلتصاق ، لكن بالمقابل التلبس هو صعق الجسم بالهالة بقوة فيسقط مغمى عليه او يضرب بجسمه هنا وهناك ولا يستطيع احد ان يردعه او يسيطر عليه ، لانه دخل فجاة من حالة الوعي إلى حالة اللاوعي، فغيب قوة التصادم والشحنات الزائدة هذا الوعي واصبح صريع ، فلسفة عالم الأرواح تندرج تحت هاتين الكلمتين المس والتلبس ، وهما كما شرحت لكم سابقا عن كل معنى بمثل ، لكن السؤال هنا هل فعلا هذه ارواح كما يظن البعض أم هي مخلوقات من العالم الثاني تستجيب لنداء الإنسان فتتشكل له حسب رغباته ومبتغاه لتمارس معه طقوس اشبه بلعبة يشبع بها غرورة ويكسر بها ملله .
يعقوب راشد سالم السعدي