ملخص الجلسة الحوارية ( التبرع بأعضاء الجسم بعد الوفاة .. شروطه وقيوده )
في مجموعة عمان المجد عبر منصة الواتس
▪️الدكتور حمد الكلباني افتتح الجلسة بسرد جميل حيث ذكر :
(في عام ٢٠١٥م تشرفت بالسفر مع فضيلة الشيخ كهلان الخروصي إلى القاهرة للمشاركة في وضع قانون إسترشادي للتبرع و زراعة الأعضاء للدول العربية
وتم وضع قانون إسترشادي بالفعل وتم مناقشة هذا الموضوع في اللجنة الوطنية للأخلاقيات البيولوجية ووزارة الصحة وتم رفع توصية بمسودة مشروع قانون ينظم التبرع وزراعة الأعضاء في السلطنة وقامت وزارة الصحة مشكورة بإصدار قرار وزاري بهذا الخصوص.
و يكمل :
بإختصار التبرع بعد الوفاة جائز شرعا وقانونا في حالة موت جذع الدماغ على أن يوصي المتوفي بذلك قبل وفاته وإذا لم يوصي تؤخذ موافقة الأهل وان لا يكون بمقابل مادي وفي الحياة يشترط في التبرع أن لا يؤدي التبرع إلى ضرر او وفاة للمتبرع الحي وأيضا أن لا يكون بمقابل مادي. المستشفى السلطاني له دور رائد في زراعة الأعضاء خاصة زراعة الكلى و الكبد
ولكن للأسف لا توجد هناك زراعة للقلب أو الرئتين أو البنكرياس حتى الآن.
وأضاف :
من المفترض وجود سجل وطني للمتبرعين وسجل آخر للمرضى المحتاجين لزراعة الأعضاء – وهذا السجل حسب أولوية المرضى ومدى حاجتهم الماسة للزراعة- ويتم مراجعته بشكل يومي حسب الحالة الصحية للمرضى ومتغيراتها وهناك طبعا بروتوكولات خاصه للتبرع و زراعة الأعضاء وخاصة فيما يتعلق بمتابعة المرضى بعد العمليه و نوعية الأدوية المثبطه للمناعة ذلك لأن جهاز المناعة يهاجم أي جسم غريب وطبعا مع هذه البروتوكولات الخاصة أصبحت زراعة الأعضاء روتينية و سهلة وناجحة بدرجة كبيره في الدول المتقدمة وفي أغلب الأحيان يتم نقل الأعضاء مباشره وتحفظ في صندوق ثلج وفي أحيان اخرى يتم وضعها على أجهزه خاصة تحافظ على حيويتها من جهه ويتم تقييمها من جهة أخرى لذلك نحتاج في عمان إلى كادر طبي متكامل متدرب على زراعة الأعضاء من جراحين وممرضين وأطباء تخدير وأطباء قلب وأطباء العناية المركزة وممرضي العناية المركزة وحتى كادر إداري . زراعة الأعضاء ليست مسألة بالغة التعقيد وانما تحتاج إلى برنامج وطني متكامل وطاقم طبي متكامل ووعي مجتمعي بالتبرع بالاعضاء).
▪️كما عقب محمد الشحي :
(هناك تأكيدات حول جدوى عملية التبرع بالأعضاء للمنافع التي تتحقق بها ومع أن التخوف بشأن ذلك ظهر في بدايات إثارة هذا الموضوع لدى المجتمع تحرزا للجانب الشرعي والديني إلا أن المدارس الفقهية جلها تؤكد شرعية هذا العمل ولكن السؤال هل نمتلك في السلطنة الإمكانيات الصحية لممارسة عمليات التبرع بالأعضاء ونقول ذلك في ظل الترويج لذلك حاليا والذي سيرفع أعداد المتبرعين بأعضائهم خلال السنوات القادمة وهنا تأتي أهمية مواكبة المؤسسات الصحية لتلك الثقافة في ظل الواقع الذي يقول أن القيام بأغلبية تلك الممارسات يتطلب الذهاب الى مستشفيات خارج السلطنة. منطقيا الجميع يريد التبرع بأعضاءه لكن الإجراءات المطبقة تحتاج للمراجعة وأيضا مراكز القيام بعمليات التبرع يحب أن تعمم في السلطنة).
▪️عبدالله السبتي في تفكير نقدي للموضوع :
(مع القيمة العلمية والإنسانية للتبرع بالأعضاء إلا إننا في مجتمع ما زال ينظر لهذه المسالة أنها عبث بجثة المتوفى وربما هناك تردد إلى حين غرس قناعة يقينية يبنيها مركز الافتاء ويهيئ لها الأرضية المناسبة.
نتيجة الاستبيان في هذا المزضوع بعد الإقناع والوعي ستكون بالتاكيد أكثر مصداقية منها وما قبل ذلك أما الآن فهي مجرد مجاملات لا أكثر.
و أكمل :
وضع الإطار القانوني للتبرع بالأعضاء من المتوفين في عام 1968م في الولايات المتحدة الأمريكية. وينظم هذا القانون عملية التبرع بالأعضاء حتى لا تصبح تجارة رائجة كما إنه يضمن حرمة الموتی ويمنع إنتهاك كرامة الفرد ويحدد رغبات الفرد في التبرع بالأعضاء بالإضافة إلى أن هذا القانون يحدد أيضا الشخص المخول بأن يهب كل أو جزء من جسم المتوفي في حالة ما إذا كان الميت لم يتخذ قرار مسبقا بخصوص التبرع بأعضائه. يكمن جدل لدى علماء الدين أن الجسم ملك لله ولا يجوز العبث به ولكن أتوقع أن هذه النظرة شارفت على الانتهاء.
وأضاف أكثر :
سؤالي هنا ألا توجد علاقة وراثية في تبادل الأعضاء وما مدى عمر الإحتفاظ بهذه الأعضاء؟!!
فقد تستاصل وتتلف وهل يتم الأخذ بالتوافق العمري بإعتبار أغلب الوفيات تكون لقمة الهرم السكاني وإذا كان إكرام الميت دفنه فهل ينتظر أهل الميت مدة زمنية غير مقبوله ليتم الإستئصال وكيف سيتم التحكم في التدخلات اللأخلاقية وفي ما يسمى بتبرع ما بعد الوفاة فأعتقد أن المتوفى ربما تتوفى أعضاءه ويجب نقلها سريعا وعليه فان حجر النرد قد وقع مسبقا على من يتم تحديدهم لنقل الأعضاء قبل حدوث الوفاة وهنا من يضمن أن العلم قد يعطي للمريض فرصة للإنعاش أو بذل المزيد من الجهد للإبقاء على حياته كونه أصبح ثروة كما أن التعقيد يكمن في وجود دراسة سريعة للسجل الصحي للمريض تفاديا لنقل الأوبئة وعليه يتطلب الأمر توافقا سريعا بين عملية نقل الأعضاء وبين مراجعة السجل الطبي وبين تجهيز غرفة النقل والجراحة للمريض الآخر . الأعضاء الجيدة تكون في الأعمار الوسطية وعليها فإن أعضاء كبار السن تالفة في أغلبها وهي الأكثر عرضة للوفاة).
▪️وفاء اليعقوبية أفادت من الجانب العلمي :
(المسحة الجينية بعد إجراء عدة فحوصات لمطابقة الأنسجة هي الأهم والدليل على نجاح زراعة الكبد أنهم يأخذون جزء من الكبد فقط وهذا دليل على أن الأنسجة القابلة للنمو هي الأساس وعن مدى الإحتفاظ بالأعضاء فهم يضعونها في معامل مخبرية خاصة بذلك وقد تحفظ لسنوات بالتجميد تماما مثلما يضعون النطفة الملقحة في مختبرات طبية لأكثر من سنة في عمليات أطفال الأنابيب.
لكن هل نصل بقناعاتنا إلى ثقافة التبرع بأعضاءنا بعد الموت ؟!!
وإن وافقنا هل سيوافق الأهل على ذلك؟!!
وأي مستشفى هذا الذي سيقوم
بذلك بكل هذه الاحترافية؟!!).
▪️إبراهيم الهاشمي مركزا على النظرة الشرعية لموضوع التبرع بالأعضاء حيث قال :
(قبل سنوات كان هناك مؤتمر اسلامي لهذا الغرض. الرأي الأول أن الإنسان مؤتمن وليس مالك وبناء عليه لا يجوز التصرف بيع كان أو هبه.
والثاني أنه مؤتمن من قبل الخالق فالتبرع جائز إذا انتفى الضرر. والثالث البيع في حال إنتفاء الضرر والغالبية اتفقت على التبرع دون البيع كذلك جواز الوصية وتنفيذها أو التبرع من الميت باةإذن أهله.
التحكم يكون باللاقانونية عن طريق العقوبة واللاقانونية تنطلق من التشريع الشرعي و المجتمعي والأخلاقي وغيرها من المعايير).
▪️حميد الزرعي متأملا في مقاصد الموضوع قائلا :
( ليس عبثا أن تساعد حياة أخرى بل هو إحياء لنفس أمر الله تعالى أن يتم الحفاظ عليها بشتى الوسائل وضمان ذلك القسم الطبي و الشرع والقانون والضمير الإنساني الحي).
إدارة مجموعة عمان المجد
٨ سبتمبر ٢٠٢٠ م