ملخص الجلسة الحوارية (تمكين الكفاءات في الجهاز الإداري الحكومي)
في مجموعة عمان المجد عبر منصة الواتس آب.
علي الرواحي افتتح الجلسة بقوله :
( إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة وحوكمة الأداء وإعادة هندسة الإجراءات أعمق بكثير من أن يطلب الوزير السير الذاتية لموظفيه. قد لا تكون الخطوات الحالية كافية لإحداث فارق كبير لكن ليس الحل في أن يتناوب على الفُتيا الإدارية والتنظيمية كل ذي مأرب.
يكمل :
هل هناك تفصيل دقيق قابل للقياس لمعيار الكفاءة ولماذا الأقدمية تمنح ٣٠٪ في مقابل الكفاءة.. أليس هذا مناقض تماماً للجدارة؟!!
ثم يضيف :
هل هذا يعني أن إستبدال طبقة بطبقة كفيل بإنهاء التحديات القائمة. بالطبع ثمة أسئلة عن الآلية التي سيتم بها ذلك وأين ستذهب طبقة المسؤولين وكيف سيتم اختيار الطبقة الجديدة وما الفرق بينهما من حيث المعرفة والقيم الوظيفية وبأي نظام سيعملون وأي منهجيات سيستخدمون.
هل سنكرر تجربة إستبدال وزير بآخر وسوبر كان بآخر.؟!! أليس تغيير الأشخاص مهما كان عددهم ومستوياتهم ليس كافياً لإحداث التغيير الإيجابي. ألا يعني استبدال طبقة كاملة من المسؤولين بمتخلف مستوياتهم استشراء لنزعة الإقصاء وتشكل لمفهوم الأفضلية بإعتبارها مدخلا للحصانة للطبقة الجديدة من المسؤولين الجدد).
أحمد الهنائي نظر للموضوع بشكل استراتيجي حيث قال :
( لابد أن يكون هناك مخطط استراتيجي يفهم جيدا ما يجب القيام به و المهام المناطه له. الشهادة مجرد ورقة والخبرات والقدرات والمهارات اللصيقة هي المحرك الأساسي لعملية التحديث والتطوير بمعنى أن يكون هناك تناغم بين الخبرة والدراسة. نجد الكثير ممن أحيل للتقاعد يؤججوا بعض الأمور بحجة أنهم بصورة مفاجأة تم تهميشهم مع مشاركة الآخرون لبعض الأفكار الغير مقبولة حدثت سابقا بدون النظر الى الأمام وزرع الثقة في الحكومة الجديدة).
فيما أسردت رقية الفورية في هذا الموضوع بقولها :
( الهيكلة الفعالة تتطلب تغيرات في العمليات وإدخال تحسينات لرفع كفاءة وفعالية العمليات المتبعة داخل الوزارات. المهم في عمليه الهيكلة أن تنظر الوزارات في عملياتها لتحديد الكيفية التي يمكن أن تقوم بأفضل بناء لهذه العمليات لتحسين كيفية سير الأعمال والمناسب لأداء هذه الاعمال والمهام و أن يوضع فيها من يتحلى بالكفاءة والتخصص وليس الأقربون أولى بالمعروف.
وأضافت :
منطقيا الخبرة تتقدم على الشهادة فالهدف من الشهادة و الدراسة هو الوصول لخبرة كافية تمكنه من العمل في كل مكان بنفس تخصصة لكن الواقع مختلف تماماً فالمجرب يعرف جيداً أن الشهادة مقدمة على الخبرة في إختيار الموظف لأنك لا تستطيع أن تمنح الثقه لمجرد الخبرة ولكن قد تمنحها مباشره لحامل الشهادة إذ أن لديه توثيق بما يحمله من تخصص. عندما نقول عدد سنوات العمل ٢٠ لا يعني ذلك أن المقصود يمتلك خبرة ٢٠ سنة لذلك من الصعب قياس الخبرة إلا بتوافر الشهادات.
المؤسسات تبحث عن أصحاب الكفاءات و لكنها لا تملك معيار لهؤلاء الفئة المتميزة لذلك تلجأ إلى الأقدمية أو الشهادات. صاحب الخبرة يحصل على وظيفة بسبب شجاعة مدير تنفيذي أو شخص صاحب قرار يأمر بتوظيفه وعندما تكون الأمور مستقرة فسوف تجد صاحب الخبرة سعيد جداً وعندما تسوء الأمور تجد المدير التنفيذي يوبخ هذا الموظف و يمن عليه بأنه وظفه رغم أنه لا يحمل مؤهلات لهذه الوظيفة).
سلطان المخمري تطرق لمفهوم ما يسمى بالأقدمية بقوله :
( للأسف استخدمت كلمة الأقدمية كمعيار للتكليف لسنوات وسنوات والأقدمية ليست معيارا لا للخبرة ولا الكفاءة وإنما حان الآن وقت المهارات والإنجازات والأفكار والحلول التي حققها الفرد في مهامه السابقة كمعيار للكفاءة. ربما غياب مؤشرات القياس والتقييم الحقيقي للقيادات وتقييم الإنجازات يجعل المسؤول غير معني بخلق أو تنمية قيادات أخرى).
وفي مسألة الأقدمية قالت هناء الرئيسية :
( تكمن المشكلة في القول أن فلان أقدم منك فهو الأولى بأن يحصل على العلاوه او الترقيه. لماذا يقاس الأمر بالاقدمية فقد ترى موظفا جديدا له مهارات وانتاجية في العمل وطريقة طرح للأفكار أفضل من الذي له خبرة سنين طويلة).
عبدالله السبتي في نظرة تأملية أبدى قوله :
( لماذا لا نخصص موضوع في الكفاءات والقدرات المهنية والإدارية والعلمية وعلاقتها بتطوير كفاءة الموسسات وتقدمها.
وأضاف :
لا ننسى أن عامل العمر مهم في إتخاذ القرارات ففي علم النفس تقدير كبار السن ليس كصغار السن ويجب أن نكون منصفين ويطرح الموضوع بشكل علمي بحت. أنا لست مع أقدمية بدون كفاءة أو خبرة او مهنية لأن مسالة العمر جزء من مقياس أعظم وما يحدث على الساحة هو عمليات إحتيال على القانون
ولا أظن أن للقانون ذنب فيه. إنهارت عزائم بني إسرائيل وأرادوا أن يحتالوا على أمر الله تعالى لهم بعدم الصيد يوم السبت فصنعوا الحضائر والحواجز وجهزوا الشباك في يوم الجمعة فإذا جاءت الحيتان والأسماك يوم السبت دخلت إليها وبقيت فيها حتى يأتي يوم الأحد فيستخرجونها وهكذا كانوا يحتالون على أمر الله تعالى ويعصونه بالخداع بإرتكاب المحرم بطريقة غير مباشرة.
وأضاف أيضا :
ما يؤرق الوطن في أغلبه ليس مسالة الكفاءة ولكنه الفساد الذي ينخر هذه الكفاءات ويقيد أيديها وقد يدفعها أحيانا الى مجاراة الوضع
عندما تكون هناك سلطات أعلى منها تمارس عملية الضغط وعليه فإنه في اي هرم إداري يجب أن يتم تسليط العين على أعلى الهرم الإداري فصالحه من صلاح ما هو أسفل منه واذا لوث النهر من المصب فلا خير في معالجة ما هو دونه).
محمد المعمري مركزا على ارتباط الكفاءات بالقوانين النافذة حيث قال :
( كان مطلب المجتمع تغيير أشخاص ولم يكن مطلبهم تغيير سلوك وبقى الوضع على ما هو. الأشخاص تأتي وتذهب فهذا مجتهد وهذا محدود التفكير وهذا اجتهد واخطأ ولكن الأهم من هذا كله هي تلك القاعدة التي يؤسس البناء عليها وهي النظم والقوانين لتواكب الوضع والتطورات المتلاحقة إلى عمل مؤسسي قائم على المعرفة والخبرة وهي أتيه مع رؤية 2040 بإذن الله.
وأضاف :
ببقاء نفس البطانة السيئة منذ عقود مضت لن تحرز تلك المؤسسة اي إصلاح او تغيير بسبب تناقل الخبرة السيئة ورداءة التكوين المهني الذي لم تكن له إنجازات وبالتالي فإن بقاء عدد كبير من الوظائف النخبوية كرؤساء ومدراء مكاتب الوزراء والوكلاء ومدراء عموم ديوان عام الوحدة الحكومية سوف يحد بل ويؤطر حركة الوزير او الوكيل الجديد وتعايش بعض الوحدات الحكوميه هذه الأيام نزعة من تصفية وإقصاء الكفاءات من قبل القدامى المتربعين في البرج العاجي بسبب عدم معرفة المسؤول الكبير بما يدور خلف الكواليس لتنتهي اللعبة لصالحهم بإعتبار وظائفهم الكبيرة وأقصد هنا مدراء العموم ومن في حكمهم).
وفاء اليعقوبية في مقارنة بسبطة بين الدارسة والواقع حيث قالت :
(التفوق في الدراسة لا يعني بالضرورة النجاح في الحياة. تماما مثلما أن الأقدمية في العمل
لا تعني أنك أفضل عن غيرك من الموظفين الجدد ذو الكفاءة).
حمد الكلباني استشهد بالتجارب الإدارية الحديثة حيث قال :
(هناك ثلاث صفات لابد من توفرها في القائد الإداري الناجح الأولى صفة عقلية خالصة والثانية صفة نفسية والثالثة مزيج من العقل والنفس. فالأولى تختص بالقدرة على معرفة القرار الصحيح والثانية القدرة على إتخاذ القرار والثالثة القدرة على تنفيذ القرار الصحيح والأهم أيضا أن يتحلى بصفة الرغبة في إتقان العمل وليس الرغبة في التفوق على أي إنسان آخر. أرى أن هذا العالم يتسع لكل الناجحين مهما بلغ عددهم فأي نجاح لا يتحقق إلا بفشل الآخرين هو في حقيقته هزيمة ترتدي ثياب النصر).
اختتمت منى المعولية بقولها :
(في معظم الأحيان الفساد لا يأتي من القمة بل من الفئات المتوسطة).
إدارة مجموعة عمان المجد
١٢ سبتمبر ٢٠٢٠ م