عمّان في 20 ديسمبر /العمانية/ على قاعدة “كل ما هو صغير لطيف”، و ” كل ما هو صغير يستحق الاحتفاء به”؛ فإن معرض “صغير وجميل” المقام على جاليري رؤى للفنون بعمّان، يعكس مقاييس جديدة للجمال الفني وطريقة العرض، ويقدم تصوراته الخاصة عن الحياة، انطلاقا من أن الحياة في جوهرها مبنية على التفاصيل الصغيرة.
عبر التجوال في أروقة المعرض وصالاته يمكن للزائر رؤية مجموعة متنوعة من الأعمال الصغيرة، التي تدعو إلى اكتشاف الأشياء اليومية الكبيرة والموضوعات ذات الأبعاد المتعددة، وقد رُتبت اللوحات على الحوائط كمجموعات متكاملة، إذ يساعد حجمها الصغير على ذلك، وهنا تبدو كل لوحة بمنزلة تفصيلة مستقلة، في الوقت الذي تشكل فيه كل مجموعة من اللوحات المتجاورة مشهدًا أكبر وأوضح للعمل، يكشف عن حرصٍ على ثيمة بصرية ولونية واحدة.
في هذه الأعمال يمكن التنقل عبر مدارس متنوعة من الفن، من الانطباعية إلى التجريدية إلى الحروفية، ومشاهدة لوحات تنتمي لفن البورتريه، وأخرى تحتفي بالطبيعة، وثالثة تنحت أشكالًا مستلهمة من ثقافات وحضارات ماضية، ورابعة تقارب العمارة التقليدية من البيوت والساحات والشرفات، وخامسة تركز على ثيمة البحر باتساع آفاقه ومدلولاته التعبيرية.
كما تتنوع التقنيات المستخدمة في هذه اللوحات من قبل الفنانين المشاركين، فمنهم من استخدم الأحبار، ومنهم من استخدم الألوان المائية أو الزيتية أو الشمعية، مع تنوع في الخامات من القماش والورق والخشب والمعدن. فكان لكل فنان رؤيته الفريدة في تصوير العالم الذي يرغب في سكبه على سطح العمل.
ومن خلال الأعمال المعروضة ببراعة فنية، يمكن للزائر رؤية جمال البساطة وتجلياتها الخيالية، والانفتاح على آفاق التأويل التي تسائل التحويلات الاستهلاكية التي يعيشها إنسان العصر الحاضر، وخاصة في المنطقة العربية، وتعيد البناء المعماري للآثار القديمة، وتوقظ الحنين لروح الطفل في دواخلنا.
ويوفر المعرض الذي يحتوي على 150 عملا فنيا استكشافا لعوالم غريبة وساحرة، ويصطحب المشاهد عبر رحلة ثرية، ويحثه على الغوص في أكوان صغيرة مشبعة بالبراعة والشعرية.
ويشارك في المعرض من الأردن: إبراهيم أبو طوق، إبراهيم الخطيب، آية أبو غزالة، حسان مناصرة، داليا علي، ديانا شمعونكي، سمر طرزي، صالح منصور، غازي إنعيم، فتحي عارف، محمد أبو زريق، محمد بلبيسي؛ ومن سوريا: أكسم سلوم، حمود شنتوت، عايش طحيمر، ناصر آغا، نذير إسماعيل، نهاد كولي؛ ومن العراق: أسامة حسن، بلاسم محمد، سالم الدباغ؛ ومن مصر: شلبية إبراهيم، ومن السودان: حسان علي أحمد؛ ومن المغرب: محمد المرابطي؛ ومن إسبانيا: آلبرت كوما.
/العمانية/ 174