الجزائر في 10 يناير /العمانية/ صدر عن دار ومضة للنشر والتوزيع والترجمة بالجزائر، كتابٌ بعنوان “الأمير عبد القادر.. أمير الحرب والحب” من تأليف د. حمايدة برودي عبد الرحمن الحسني.
وينقسم الكتابُ إلى قسمين: أوّلهما عبارة عن مباحث استهلالية، بدأها المؤلّفُ بمولد الأمير بمنطقة القيطنة بالغرب الجزائري، وتعلّمه على يد والده قبل أن ينطلق نحو المناطق المجاورة طلبا للعلم.
ووفقاً للمؤلف، مرّ الأميرُ بأوّل أزمة تصادُمٍ مع العثمانيين، حيث أُجبر والدُه على الإقامة الجبرية بوهران، ولم يُسرّح إلا للحج؛ وفي طريق الحج، ذهابا وإيابا، زار بغداد، ودمشق، وبهما زار عبد القادر الجيلاني ومحي الدين بن عربي، وهو ما أثّر فيه طول حياته.
ثم كانت الأزمة الثانية، وهي احتلالُ الجزائر، عام 1830، وهنا وجد الأمير عبد القادر نفسه جنديّاً في جيش والده، قبل أن يتسلّم إمارة الأمة المجاهدة، بعد إعلان والده عدم قدرته على القيادة، لتتمّ بيعة الدردارة بغريس، وينطلق الأمير في التأسيس لدولته؛ فقسّم الجزائر إلى مناطق، وجعل على رأس كلّ منطقة خليفة له، لينتصر على المحتلّين، عدة انتصارات، أرغمتهم على عقد اتفاقيات سلام معه، على غرار معاهدة دي ميشال، ومعاهدة تافنة.
واستمرّ جهاد الأمير إلى حوالي 1847م، حيث بدأت قوّاته بالتناقص بسبب خذلان القبائل التي اختارت الريع والتحالف مع المحتلّين، طلبا للأمن والريع، ولم يبق معه من الجند والأهالي أكثر من ألفي شخص، أكثرهُم من الشيوخ والنساء والأطفال والجرحى، فشاورهم في عقد اتفاقية سلام مع المحتل، مقابل السماح له بالسفر نحو المشرق “عكا”، فوافق المحتلون، وبعد التوقيع زجُّوا به في السجن لخمس سنين، ثم أُطلق سراحه ليختار تركيا منفى له، ثم الشام، وبها انكبّ على التعليم والتصوُّف.
وفي أزمة الصراع في الشام، عام 1860م، تدخّل الأمير لحماية آلاف الموارنة، وهو ما أضفى على شخصيته بريقا، وحضورا دوليّا، فانهالت عليه الهدايا والأوسمة والاعترافات، وقد توفي عام 1883، ودُفن بجوار محي الدين بن عربي، ثم نُقل جثمانه إلى الجزائر عام 1966.
وتناول المؤلّفُ في الجزء الثاني من الكتاب، استقراءً إحصائيّا لمجموع الاتهامات التي طالت الأمير عبد القادر، لا كأمير جهاد فقط، بل باعتباره أيضا مُفاوضا سياسيّا، وقائدا للشعب، واختصر المؤلف الاتّهامات في حوالي 20 تهمة من أبرزها أنّ الأمير سلّم بعض الأراضي الجزائرية للمستعمر بعد اتفاقية تافنة، وأنه فرّط في أتباعه بعد اتفاقية تسليم نفسه، بل وتخلّى عن البيْعة، وهي الميثاقُ الشرعيُّ بينه وبين الأمّة التي بايعته تحت الشجرة مباشرة عبر خلفائه الميدانيين.
/العمانية/
ع م ر