عمّان، في 23 نوفمبر/ العمانية/ يقدم القاص الفلسطيني رشيد اغبارية في مجموعته “كوابيس الرجل الفراشة” قصصًا تتنوع مواضيعها بين ما هو شخصي ووطني وإنساني، تجمعها رؤية نقدية تقدم الحقيقة دون مجاملة أو تزويق.
وجاءت المجموعة الصادرة عن “الآن ناشرون وموزعون” في نحو مئة صفحة، واختيرت لغلافها لوحة من أعمال الفنانة الفلسطينية منال ديب، وأهداها اغبارية إلى زوجته ومسقط رأسه، في إشارة قد تكون ذات دلالة على اجتماع المرأة والوطن في معنى واحد.
وخلال مراحل السرد يجوس اغبارية بقارئه خلال مساحات رخوة لا تجعله يشعر بالارتياح لكنها تمكّنه من إدراك واقعه دون رتوش.. يقول في إحدى قصصه: “هو أمر مفروغ منه أننا بالنتيجة نخبئ خلف أقنعة الحضارة البشرية حيواناتٍ شرسة، تلهث خلف شبقها وقَرمِها فتُنتج من أجلهما الكثير من المسميّات الفارغة والعوائق والطقوس لمجرد أن نصدّق كذبتنا بأننا نمارس تلك الأمور بشكل مختلف، ليصبح اختلافنا تشويهًا لأكثر الأمور بساطة. ولكنْ من المفروغ منه أيضًا أننا نملك قدرة إضافية تجعل قدرتنا سواء على البناء أو الهدم خرافية، فنراوح تارة بين تعمير الكواكب الأخرى وتدمير كوكبنا وفقًا لمزاج (ذكور ألفا) التي بيننا”.
ويقول في قصة أخرى محاولًا فهم واقعه، ومازجًا الخاص بالعام في لغة حادّة تجسّد جذور المعاناة: “كبرتُ على تناقض دائم بين الحلم والواقع (…) وأنا أنتقل بينهم كالفراشة أبحث عن رحيق طاولة التنس ولعبة الشطرنج وأصدقائي المبعثرين بين النوادي تبعًا لانتمائهم العائلي. نحن ننمو كالأعشاب الضارّة في بلاط دولة لم تسنحْ لها الفرصة كاملة لاجتثاثنا، فدعونا لا نَقُمْ بما لا تحمد عقباه، ولنقبّلْ يدَ تأمينهم الوطني الذي يُدفَع لشيوخنا، وشركةَ الطرقات التي تُعبّد شوارعنا، ومصانعَهم التي تُشغّلنا”.
ويضيف: “لطالما تساءلتُ: يا ترى مَن العابر في الكلام؟ نحن أم هم؟ مَن العابر على هذه الأرض التي نسيَتْنا؟”.
يشار إلى أن رشيد أغبارية أصدر قبل هذه المجموعة: “الغريب في شارع صهيون” (قصص)، و”حلم ليلة خوف” (شعر).
/العمانية / 174