طهران، في 21 فبراير/ العمانية / تشهد حركة الترجمة من العربية إلى الفارسية نموًّا وتصاعدًا مستمرًّا، لا سيما في مجال الرواية، خاصة بعد ظهور جوائز أدبية مشهورة في العالم العربي ونيل عدد من الروايات العربية ثقة العديد من الجوائز العالمية.
هناك ترجمات فارسية لأعمال أدبية عربية طُبعت مرّات عدّة من قبل دور النشر الإيرانية، من بينها مؤلّفات نزار قباني وجبران خليل جبران ونجيب محفوظ وجوخة الحارثي وجلال برجس. كما تحضر أسماء من الشعر العربي المعاصر كأحمد شوقي، ومن الشعر الفلسطيني كمحمود درويش، على الرغم من أنه لا توجد دور متخصّصة في نشر الأدب العربي المترجم للفارسية فقط.
ويشكل الاهتمام الأكاديمي بالترجمة من العربية إلى الفارسية حيزا كبيرا من حركة الترجمة في إيران، حيث يقوم طلبة الجامعات باختيار أعمال متنوعة من الأدب العربي لترجمتها وتقديمها كرسائل علمية، حيث تحضر كلّيات اللغة العربية كقسم مستقل في الجامعات الإيرانية.
وكان للترجمة دور فعّال على صعيد التقارب والتفاعل اللغوي والأدبي بين الشعوب على مر الزمن، فظهر مترجمون أسهموا في دفع عجلة التواصل الحضاري بين الشعوب والأمم، وكان لكل منهم أسلوبه ومنهجه في الترجمة.
“موسى بيدج” أحد أبرز هؤلاء المترجمين، وهو رئيس تحرير مجلة “شيراز” الأدبية، حيث قام بترجمة أعمال كثيرة من الأدب العربي المعاصر إلى الفارسية وقدم بالمقابل إطلالة للثقافة العربية على الأدب الفارسي الحديث، ومن أبرز ترجماته كتاب “حواصيل سبيدة دم” الذي يضم مختارات مترجمة من الأدب العماني للفارسية.
ويقول بيدج في حوار مع وكالة الأنباء العمانية إن الأدب “قنطرة مهمة” ويعد “من أنجع السبل لتعزيز السلام والصداقة بين الشعوب”.
ويضيف أن التقريب بين الشعوب والثقافات يستدعي التعرف على الانشغالات الفكرية وخاصة الأدبية للطرف المقابل، ومن هذا المنطلق “أسهمت الترجمات في اكتمال صورة المشهد الأدبي العربي في الفارسية، وساعدت المتلقي الإيراني في التعرف على جيرانه”.
ويؤكد بيدج أن الأدب العربي جدير بأن ينال مكانته في مشروعات الترجمة إلى الفارسية من آداب الشعوب الأخرى، مشيرا إلى أن هذا الأمر يتطلب وقتًا ومجهودًا ويحتاج إلى دعم من كلا الطرفين.
من جهتها، تقول الباحثة والأكاديمية الإيرانية في مجال الترجمة والأدب العربي “انتصار سامي”، إن الترجمة لها دور أساس في نقل الثقافات العالمية، وتضيف أن هناك أدباء عربا نقلوا الأدب الفارسي إلى العربية أو العكس، وأن أحدا لا ينكر التأثر والتفاعل لغةً وأدبًا وثقافةً بين هاتين اللغتين العريقتين.
وتوضح أن الجامعات الإيرانية خصصت كليات لتدريس الترجمة، لأن الترجمة تعد “من أدوات السلام والتفاهم والتعاون بين الشعوب، لتقريب وجهات النظر ونشر الأدب والمعرفة”.
وتؤكد سامي أن الأعمال العربية المترجمة إلى الفارسية تحتلّ مراتب متقدّمة من حيث الانتشار والإقبال رغم قلّة تنوّعها بسبب الجذور المشتركة بين الأدبين العربي والفارسي، والتقاطعات في لغتيهما.
وترى سامي أن اللغة العربية “من أغنى اللغات في نتاجها الأدبي”، مؤكدة أن هناك عددًا كبيرًا من الكتب التي تستحق الترجمة إلى الفارسية، لكنها ما زالت تنتظر من يتولى هذه المهمّة.
/العمانية /النشرة الثقافية /
طلال المعمري