مسقط في 3 مارس /العمانية/ أقيمت ندوة تاريخية بعنوان /عُمان والصين.. صلات تأريخية وآفاق مستقبلية/ بقاعة العوتبي ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض مسقط الدولي للكتاب 2022م، قدمتها مجموعة من الباحثين وهم الشيخ حمود بن حمد الغيلاني وحبيب بن مرهون الهادي وخالد بن سعيد العامري ونظمتها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء.
الندوة التي أدارها الدكتور سليمان بن عمير المحذوري قدم فيها الباحث حبيب الهادي ورقة عمل حول العلاقات السياسية بين عمان والصين عبر التاريخ وذكر أن النصوص التاريخية الصينية تشير إلى أن اسم عمان ظهر أول مرة في الكتابات الرسمية الصينية في بدايات القرون الميلادية وتحديدا عام (97م) أي في عهد أسرة (هان) الحاكمة للصين آنذاك.
ووضح أن التواصل كبر بين عمان والصين في العصور الإسلامية حيث تشير الروايات التاريخية إلى أن أبا عبيدة الصغير كان سفيرا للإمام الجلندى بن مسعود وكان الشيخ عبدالله الصحاري مسؤولا لحي الأجانب في مدينة كانتون لعلاقته الوثيقة مع إمبراطور الصين.
وأضاف أنه في القرن الـ ١٤ م أرسلت إمبراطورية الصين أسطولا تجاريا للتواصل مع عمان وغيرها من المناطق لتوطيد العلاقات التجارية وفي العصر الحديث أقامت الصين مع عمان علاقات منذ بداية عصر النهضة العمانية الحديثة.
فيما قدم الباحث حمود الغيلاني ورقة حول رحلة السفينة صحار إلى الصين والأبعاد الثقافية، فقد أشار إلى أن السفينة العمانية صحار صُنعت بالوسائل القديمة وتعتبر نموذجا للسفن العمانية في العصر الأوسط، التي كان يستخدمها الملاحون العمانيون في رحلاتهم البعيدة في آسيا وشرق أفريقيا، وقال إن السفينة صحار انطلقت في رحلتها من مدينة مسقط يوم 23 نوفمبر 1980م، واتخذت خط إبحارها نحو مدينة صور حتى رأس الحد لتتجه بعدها بموازاة الساحل العماني الشرقي على بحر العرب، ووصف أشد اللحظات التي مرت بها السفينة وأهم الموانئ التي توقفت فيها، حتى وصلت بتاريخ ١١ يوليو عام١٩٨١م إلى ميناء كانتون سالمة بعد أن قطعت مسافة (6000) ميل أي ما يعادل (9600) كيلو متر .
وتحدث الغيلاني عن الأبعاد الثقافية لهذه الرحلة وقال إنها تجربة فريدة في العصر الحديث، حيث كان الملاحون العمانيون يجوبون البحار لفترات قد تمتد أحيانا لأكثر من سنتين للرحلة الواحدة ما بين عمان والصين وما قبلها وبعدها، ورصد تلك الأبعاد في نقاط محددة وتتمثل في وجود القدرات البشرية العمانية في العصر الحديث التي تستطيع صناعة سفينة بمواصفات العصور الوسطى، واختيار عدد الشباب العماني الذين يمتلكون القدرات والمعارف الملاحية والبحرية ليكونوا ضمن طاقم الإبحار إلى الصين، بالإضافة إلى أن التدريب والمعلومات والخبرات الملاحية التي يحتاج إليها قائد الرحلة بالأساليب الملاحية القديمة تحتاج إلى العثور على ملاح عماني يمتلك تلك القدرات والمعلومات وأن تحديد مسارات السفينة صحار وفق المسارات القديمة التي تعتمد على قدرات بشرية لدى النواخذة في العلوم الفلكية ورصد النجوم بالوسائل القديمة، وأحيت رحلة السفينة العمانية صحار إلى الصين ذكرى العديد من الملاحين والتجار والشخصيات العمانية بل والجالية العمانية والعربية في العصور الوسطى .
أما الدكتور خالد بن سعيد العامري فقد تحدث عن مستقبل العلاقات الاقتصادية العمانية الصينية، في ورقته وتحديد ًا التبادل التجاري على مدى عقدين من الزمان، مستعرضا جملة من المؤشرات الاقتصادية الكلية للبلدين مثل الناتج المحلي الإجمالي والاحتياطات النقدية من العملة الأجنبية والذهب وغيرها من المؤشرات ذات العلاقة، وذهب العامري ليسلط الضوء على العلاقات التجارية بين الصين والسلطنة وحجم التبادل التجاري وانعكاسها على الميزان التجاري وعلى الخطط الخمسية للسلطنة، كما ناقش إجمالي صادرات سلطنة عمان ونسبة الصادرات للصين وإجمالي الواردات للسلطنة ونسبة الواردات من الصين ومؤشرات إعادة التصدير، و استثمارات الصين في المنطقة الاقتصادية الحرة بالدقم.
وركز العامري في حديثه على مستقبل العلاقات العمانية الصينية الاقتصادية في ضوء مشروع الحزام وطريق الحرير الصيني، وكيف أن تقوي سلطنة عمان موقعها في مبادرة الحزام والطريق/BRI/ وخصوصا استغلالها للممر الاقتصادي الصيني الباكستاني/CPEC/.
/العمانية/خميس خاطر