تضمن تدشين الهوية المطورة للمنتج الحرفي العماني وافتتاح المعرض المصاحب
تغطية – حمد الكلباني
احتفلت سلطنة عمان أمس ممثلة في هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمناسبة يوم الحرفي العماني الذي يصادف الثالث من مارس، برعاية معالي سلطان بن سالم الحبسي وزير المالية.
ويأتي الاحتفال الذي أقيم بدار الأوبرا السلطانية في إطار المحافظة على هذه الحرف الأصيلة، وحمايتها والعمل على تطويرها، وتهيئة فرصة الترويج والتسويق المناسبة لها محليًا وخارجيًا، وكذلك تقديرًا واعتزازًا بجهود الحرفي العماني. وتضمن الحفل تدشين الهوية المطورة للمنتج الحرفي العماني، وافتتاح المعرض الحرفي بمشاركة 19 مؤسسة صغيرة ومتوسطة وحرفية، ويستمر حتى الغد.
برامج متنوعة
ألقت سعادة حليمة بنت راشد الزرعية رئيسة هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كلمتها بمناسبة الاحتفال باليوم الحرفي العماني قالت فيها: مُنذ الأزل، والحرفة ملازمة للإنسان، شاهدة على قدرته على التكيف مع بيئته، وظلت وسيلة كسبه ومصدر رزقه، إلى أن جاءت الآلة التي قادت قاطرة الثورات الصناعية المتعاقبة لتشغل الناس عن حرفتهم ولينتقلوا لامتهان وظائف أكثر استدامة، لكن الإنسان وفي خضم سعيه للحداثة فإن ما يشده للعودة للطبيعة والبساطة يبقى متأصلا، فالذوق الإنساني كلما أفرط في التمدن والتحضر، استمات في البحث عن مفردات الأصالة في بساطة المنتج وعمق ماضية وتاريخه ولمسته الابداعية.
وأضافت: لقد أدركنا في سلطنة عمان منذ البداية أن الحرفة العمانية لا تزال تزخر بالجاذبية والقابلية للإبداع، ولذا توجب علينا أن نطورها لتكون حاضرة في كل مرفق من مرافق استخداماتنا اليومية لنضمن بقاءها ولنؤكد على قدرتها على الاستمرار بل وننتج منها لتكون وسيلة جذب وتدخل في دورة الاقتصاد وتسهم في النهوض به وتكون مصدرًا من مصادر قوته تنوعه. مشيرة إلى أنه مع بداية هذا العام لقد انطلقت قاطرة الاحتفالات بالحرفي العماني بجميع المحافظات التي ابتدأت في21 من فبراير في محافظتي شمال الشرقية والظاهرة وتوالت لبقية المحافظات وليكون ختامها هنا بمحافظة مسقط، وقد حققت تلك الفعاليات ولله الحمد الآمال المرجوة بالدفع بهذا القطاع والانطلاق به بمشيئة الله إلى المرحلة القادمة، حيث تشير البيانات الأولوية إلى مشاركة واسعة من الحرفيين وصغار المنتجين وتفاعل واسع ومتنوع من الزوار ومبيعات تجاوزت التوقعات.
تعزيز القطاع
وأوضحت الزرعية أنه استمرارًا لجهود الحكومة الحثيثة، أكملت الهيئة المسيرة لتعزيز قطاع الحرفي خلال الفترة القريبة الماضية من خلال تنفيذ برامج متنوعة أهمها: حلقة عمل تطوير القطاع الحرفي، برامج تسويقية وترويجية، وهاكاثون الابتكار الحرفي الذي يعد الأول من نوعه، اعتماد خطط تطوير مراكز التدريب الحرفي وخطة شاملة للبرامج التدريبية الحرفية تراعي الميزة النسبية للمحافظات، كما أنه عملنا على تحديث بطاقة الحرفي العماني وربطها ببطاقة ريادة الأعمال، والهيئة في مراحلها الأخيرة لإصدار اللائحة المحدثة لتنظيم الصناعات الحرفية والذي بموجبها يحدد كافة أنواع الدعم والحوافز للحرفيين الأفراد والمؤسسات العاملة بالقطاع.
وقالت سعدتها: لم تغفل هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الحسبان ربط تلك المنتجات المطورة بأحدث التقنيات الناشئة مثل الطباعة الثلاثية الأبعاد والآليات التسويقية والترويجية لإطلاق العنان لها من أجل الانطلاق نحو الأسواق المحلية والعالمية، وكلنا أمل ورؤى استشرافية لأن يكون القطاع الحرفي اقتصاديًا إبداعيًا معززًا بالابتكار والتكنولوجيا.
وقالت رئيسة الهيئة: يأتي اليوم الحرفي العماني ليجسّد القيمة الحضارية والوطنية للصناعات الحرفية والرعاية العالية التي حظي بها الحرفي العماني، تقديرًا لدوره المشهود في الحفاظ على الصناعات الحرفية المتوارثة ونظير ما أبداه من شغف لتطوير هذه الحرف ومواكبة التقنيات المتسارعة في هذا المجال لتبقى الصناعات الحرفية رمزًا يعبر عن موروث زاخر له دلالاته الحضارية وثمرةً للرعاية والدعم والتأهيل والتدريب المتواصل باعتبارها ركيزة أساسية من ركائز الهوية والثقافة الوطنية.
وأضافت سعادتها: لقد جاء الاحتفال بيوم الحرفي العماني استثنائيًا ترجمة للاهتمام السامي من لدن جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بتنمية المحافظات والميزة النسبية التي تمتاز بها كل محافظة، وتقديرًا من هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بما نسجته وصاغته وحاكته أنامل وأذهان الحرفي العماني هدفت من خلاله الهيئة إلى أن يتعرف المجتمع في سلطنة عمان بكافة فئاته وأعماره على جهود الحرفيين ونتاجاتهم عبر فعاليات شهدت حضورًا واسعًا وتفاعلًا غير مسبوق.
المعرض الحرفي المصاحب
وعلى هامش الاحتفال افتتح راعي الحفل المعرض الحرفي المصاحب، الذي تشارك فيه 19 مؤسسة صغيرة ومتوسطة وحرفية في عدد من الحرف كالصناعات الجلدية، والحجرية والجبسية، والسعفيات، والمشغولات الفضية، والنحاس والمعادن، والنسيج، بالإضافة إلى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المتخصصة في التقنيات الناشئة كتقنيات ثلاثية الأبعاد.
وستتاح للجمهور زيارة المعرض اليوم وغدا، من الساعة 10 صباحا حتى الـ10 مساء.
إحصائيات
وأوضحت إحصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات أن عدد الحرفيين في سلطنة عمان بلغ 23.383 ألف حرفي في مختلف أنواع الحرف حتى نهاية العام الماضي. وسجلت محافظة ظفار أكبر عدد من الحرفيين، حيث بلغ عددهم 6.902 حرفي، تليها محافظة شمال الشرقية بتسجيل 5.336 حرفيا، ويبلغ عدد الحرفيين في محافظة شمال الباطنة 3.438 حرفيا، وفي محافظة الداخلية 2.095 حرفيا، وبلغ عددهم في محافظة الوسطى 1.487 حرفيا، بينما سجلت محافظة جنوب الباطنة 1.316 حرفيا، ومحافظة جنوب الشرقية 1.154 حرفيا، ويتراوح عدد الحرفيين في محافظة مسقط 587 حرفيا، ومحافظة الظاهرة 456 حرفيا، ومحافظة مسندم 387 حرفيا ومحافظة البريمي 225 حرفيا.
فعاليات ومعارض
الجدير بالذكر أن هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كانت قد نفذت فعاليات ومعارض متنوعة بمناسبة اليوم الحرفي العماني في مختلف محافظات سلطنة عمان انطلاقا من 24 فبراير من العام الجاري، وذلك لنشر الوعي بأهمية الصناعات الحرفية، وتسليط الضوء على الحرفيين ومنتجاتهم، وتعزيز الجهود بالارتقاء بالحرف العمانية.
وتضمنت الفعاليات مشاركة واسعة من الحرفيين والأسر المنتجة وسط حضور فئات مختلفة من المجتمع.
محطات الصناعات الحرفية
وإيمانا من الحكومة بالصناعات الحرفية صدر قانون الحرف الأجنبية واستثمار رأس المال الأجنبي بمرسوم سلطاني رقم 4/74 في عام 1974م، تلاها المرسوم السلطاني رقم 20/77 في عام 1977 والذي أشار إلى تحديد اختصاصات وزارة التراث القومي والذي جاء فيه «المحافظة على الصناعات الحرفية التقليدية ورعاية وتشجيع أصحابها وإنشاء مراكز».
وفي عام 2003 صدر المرسوم السلطاني رقم 24/2003 بإنشاء الهيئة العامة للصناعات الحرفية، وصدرت اللائحة التنظيمية للصناعات الحرفية في عام 2006، وفي عام 2009 تم تحديد المواصفات القياسية العمانية للخنجر العماني، وصدر في عام 2012 دليل التصنيف والتوصيف الحرفي العماني. وصدر في عام 2020 صدر المرسوم السلطاني رقم 107/2020 الخاص بإنشاء هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتضمنت اختصاصات الهيئة دعم الحرفيين وتأهيلهم، تعززها استراتيجيات وتشريعات ممكنة وخطط تطوير وتدريب وتوظيف للتقنيات الناشئة.