كتب : خليفة البلوشي
في الحياة أحب أن أكون متواجدًا وسط المجتمع ، ليقيني التام بأن المجتمع هو المدرسة بل الجامعة التي تأخذ منها الكثير من دروس الحياة .. لا أحب العزلة عن الناس ، أحب أن أشارك مع الكبير والصغير وأستسقي منهم العبر وأتعلم المفيد ، ومن خلال تلك المشاركات أكتشفت مواهب مختلفة منها العقلية المتعلقة بالذكاء ، وأخرى أدبية وفنية ورياضية وغيرها الكثير.. ولا شك أننا إذا لم نهتم باكتشاف هذه المواهب ونقوم بصقلها ورعايتها وتعزيزها ودعمها فسوف تتضاءل وتختفي .. ولا ريب أن الموهبة هي نعمة من نعم الله عز وجل ، وهي تلك القدرة الاستثنائية أو الاستعداد الفطري غير العادي لدى الفرد ، وقد تكون تلك القدرة موروثة أو مكتسبة ، سواء أكانت قدرة عقلية أم قدرة بدنية .
والحقيقة نرى في مجتمعاتنا العمانية اكتشاف المواهب لا يرقى للمستوى المأمول ، وإذا تم الاكتشاف يتم متأخرًا وبعد فوات الأوان ، ونتفاجأ بأن مواهبنا تُكتشف من خارج البلاد ، وهنا يبدأ التحرك يقابله الرفض من ذلك الموهوب ، وهذا أمر طبيعي فهو وجد من يحتضنه ويرعاه ويحفزه بما يدعم قدراته وإمكاناته .. وأقول لا يقاس الفرد بعدد السنوات التي قضاها في التعليم بالمدرسة ، ولا بمجموع ما حصل عليه من مواد دراسية ، وإنما يقاس بقدرته على النمو العقلي والشخصي والانفعالي ، وبما يمتلكه من قدرات وإمكانات ومهارات ومعارف وخبرات متنوعة تمكنه من المساهمة والتفاعل الإيجابي مع مجتمعه.
والسؤال الذي يفرض نفسه .. ماذا يجب علينا فعله في سبيل اكتشاف وتنمية ورعاية مواهبنا المختلفة ، وكيف نستطيع أن نجعلهم قادرين على الابتكار والإبداع والإنتاج الفعال في المجتمع ؟ ، سأعطي بعض الحلول منها تكثيف وتنفيذ البرامج والأنشطة والمسابقات المختلفة والنوادي المتخصصة في المجالات الأدبية والعلمية والفنية والمهارية والرياضية وغيرها لاؤلئك الموهوبين داخل المجتع ، ومتابعة ذلك بصورة مستدامة من أجل تطوير الأداء وبلوغ الموهوب لأعلى درجات المهارة .
وعلى سبيل المثال هناك حاليًا موهبة في التعليق الرياضي يبحث عن ذاته في دولة مجاورة بعد ما تأخر كثيرًا طلبه للإختتبار والتقييم ومعرفة قدراته في البلد .. وعلى وجه الخصوص أبناء الخابورة يعرفونه جيدًا ، ونقول (الله يوفقه) ، والأمثلة كثيرة للمواهب الوطنية التي غادرت إلى بيئة أكثر اهتمامًا ونجحت وتألقت ، وكان بالامكان أن نجعلها متألقة معنا .
وفي الختام أقول: إن اكتشاف الموهوبين ورعايتهم وتعزيز قدراتهم وإمكاناتهم ، وإعطائهم قيمة ثمينة ، ومكانة قيمة تجعلهم يرون نفوسهم أفرادًا فاعلين في المجتمع أمرًا في غاية الأهمية.