الجزء الثامن …
أحس كل من يمر من أهل القرية بالقرب من بيت حمدون وسلوم بثقل لم يحس به من قبل ، لم يكن أهل القرية يشاهدون ما طمس عن أبصارهم ، ولو شاهدوه لماتوا بوقفتهم ، فكانوا يثرثرون فيما بينهم بحديث العجوز ، من يقول أن مخاوي الجن يعقد أجتماعة بهم الآن في بيته ، ومم يقول أن مخاوي الجن تزوج بجنيه وأصبح مملوكاً لديها ، فأخذ الناس في القرية يزيدون وينقصون في رواياتهم التي يتناقلوها عن سلوم مخاوي الجن ، مسكين سلوم لو علم أهل القرية بحالة الآن لما ظنوا به كل هذه الظنون .
حمدون وهو يسقي بالضاحية ظهرت له عجوز من الجان ، طول كتفها ثلاثة باع وعرضه ثلاثة ، ظهرت وهي تطحن على الرحى ونهديها يتدليان إلى الأرض من طولهما ، فرمت بنهديها للخلف من على كتفيها ، ادرك حمدون انه وقع في فخ السحرة ، لكنه ابتسم وقال في ضميره ، أعلم إنها سوف تجعلني رماداً اذا نظرت نحوي ، أقترب منها حمدون بحذر شديد ، وما إن دنا منها حتى هم إلى ضرعيها يشرب حليب من هذا الضرع ثم من الأخر ، وعندما التفتت إليه قالت له .. ( اذا ما كنت ولد من اولادي .. وشربت حليبي .. لا اخلط لحمك بعظمك .. واطحن عظامك في الرحى .. وأسوكهن من الجمعة للجمعة ، قال لها حمدون .. ( سيري تو حال اللي رسلك وقولي له .. حمدون ما بينك وبينه شي .. وخله يكن صحته وعافيته .. لأني اذا غضبت بحرقه وبحرك اللي معاه كلهم ) .. قالت الجنية .. ( حاضر ياولدي ) ، أختفت الجنية كما أحتفت الرحى .
غادر حمدون الضاحية ووصل إلى بيته وطلع فوق السطح ثم نادا في السحرة وهددهم بأنهم سوف يكونوا مقيدين عنده ، وسوف ينكل بهم ، ولن يكون بعد ذلك إلا رماداً تذروه الرياح ، أختفت السحرة من المكان ، وكأنه شيء لم يكن ، في حين ما زال مخاوي الجن نائم لا يدرك الخبر .
يُتبع…..
قصة للكاتب / يعقوب بن راشد السعدي