أيتها النجوم المضيئة :
أردتُ إفشاء السلام على سائب ذهب ولم يخبرني بموعد عودته ولقائه مرة أخرى! كم ادهشني رحيله! وكم احرجني ذهابه! فأستوحشني توقف صخب الصوت وضجيجه عندما أكون نده وحجيجه عند اختلاف الرأي في الملام وعندما لايكون احد منا يلوذ إلى التعب والإستسلام.
أيتها النجوم : ألا تتعجبين من هدوء ميلان أغصان البيذام ومن صمت أطراف النخيل وسكون بركة الماء وخشوع خرير مائها لقد صمت كل شيء ! ولم يبقى يتحرك إلا انهمار الدموع وسيلانها ! ولم تبقى سوى شهقات بقايا بكاءٍ رافقته نسمات الظلام بعد أنطفاء أنوار مسارٍ راسمٍ للشوق خط خريطةٍ عسلية اللونِ مواقعها بها لهف الحنان بإشتياق لايطاق ! من لُجة الاحساس ! وذاب برواز الخريطة ! وانتهى بحكم القدر.
أيتها النجوم المضيئة :
أرجو أن يصغي السناء إلى حادي روحٍ ارتوت من ماء النوى حينما اغلقت.. دواليب الإفتراق واحترق خيط الشموع وأنصهر شمع الرجاء مستغيثا بالرجاء ! أوقفوا ركب السفر ! أوقفوا ركب السفر وأمنعوه عن الرحيل ! في صريخٍ تجتبيه الحشرجة في ويل موالٍ مقفى شعره الباكي الموشى بنبرة تسبي الصبا في صمت أمواج الشواطئ عندما ترجوه لحظات السواكب أن يزيد من الحداء لرش أرصفة المدامع حتى أرنبة الأنوف ! فلتسمع الهدوى اليتيمة فلتسمع الهدوى اليتيمة !.
أيتها النجوم : اسمعِ صوت القدح ونشوة تبني سرايا الذكريات وكأسي المملوء تعاقره لي أفواه الظلام لتأتي الآهات بأردية السمر وصرة فيها حكاياتٍ خوالي وعناوين الشماس بدون أدنى التباس !.
أيتها النجوم : ارغمِ ديجور عيني وأمريه بإحتسام للذهاب إلى الأسرة وأنسجِ في كل لحظٍ جدار خدرٍ للكرى ليأتي بالنوم العميق من بين أمشاج الكواكب والنجوم لا يستفيق.
الكاتب الأستاذ/ فاضل سالمين الهدابي