الجزائر، في 5 أبريل/ العمانية/ تشتغل الكاتبة الجزائرية الشابة تقوى بلقيس حنشي (16
عاماً)، في عملها السرديّ الأول الصادر عن دار الألمعية، بعنوان “هذا أنا”، على ثيمة
المراهقة التي تُمثّل المرحلة العمرية الأكثر حساسية في حياة الإنسان.
وتحاول هذه الطالبة التي تدرس في قسم العلوم بإحدى ثانويات قسنطينة، شرق الجزائر،
على الرغم من صغر سنّها، أن تحفر عميقاً في الآثار النفسية والشعورية التي تحفل بها
فترة المراهقة، إذ تأخذ بيد القارئ لتسافر به بين ثنايا هذه المرحلة الخطرة، بكثير من
المتعة السردية، وتقول “هذا أنا” دون وجل أو خوف من سلطة الرقيب الاجتماعي.
وتسعى الكاتبة إلى أن تكون روايتها بمنزلة مرفأ للذكرى بالنسبة لكلّ البالغين الذين
تجاوزوا فترة المراهقة بسلام، كما تسعى، في الوقت نفسه، إلى أن يكون عملها السرديُّ
“خارطة طريق” نموذجية بالنسبة لكلّ المراهقين الذين يحاولون الخروج من هذه الفترة
بأقلّ الخسائر النفسية والشعورية الممكنة.
وترصد الكاتبة الكثير من كيمياء المشاعر التي اختلطت في أعماق نفسها لتُفرز هذا
التحوُّل الذي أسفر عن “أنا” ما بعد المراهقة، وهي لا تتردّد في التعبير عن خيبة أملها في
وداع طفولتها، بمزيج غريب من المشاعر، يختلط فيها الشكُّ بعدم الاستقرار الأخلاقي
والاضطرابات النفسيّة. كما تُعبّر، في الوقت نفسه، عن تلك الضبابية، وعدم الوضوح
الشعوريّ الذي مسّ الهوية التي لم تنضج بعد، وهي تخرج للتوّ من مرحلة مراهقة
عاصفة.
وتفتح المؤلفة، بأسلوب مباشر، أمام القرّاء، كلّ أبواب هذه المرحلة بحثاً عن اتّجاهات
الخلاص، والطريق الأفضل الذي يجب اتّباعه. ومع ذلك، فهي لا تُنكر أنّها تقف عند
مفترق طرق، ولا تعرف أيُّها يُمثّل سبيل النجاة، وكأنّها تقف في منطقة رمادية، تُميّزها
الضبابية، كلحظة فارقة، لكنّها المكان الذي يتعيّن على الجميع فيه اختيار خطوات
مصيرهم.
وتؤكد تقوى بلقيس أنّها استلهمت فكرة هذا العمل السرديّ من فترة العزل الصحّي التي
قضتها في البيت العائلي، حيث بدأت كتابة فصول هذا العمل، دون أن تقول كلمة لمن
حولها، ولا حتى لوالديها، وشيئاً فشيئاً، فاجأت الجميع بإتمام الكتاب قبل أن تقرّر الدفع به
إلى المطبعة للنشر.
وتقول تقوى بلقيس في تقديم هذا العمل الأدبي: “إذا أردتُ أن أصف الكتاب في جملة،
يُمكنني القول إنّها رحلة مراهقين في صحراء قاحلة، وجدوا التل بعد معاناة”.
/العمانية /178