الشارقة في 19 أبريل /العمانية/ يجول الشاعر البحريني قاسم حداد من
خلال كتابه “جوهرة المراصد”، رفقة ثلة من أصدقائه، يقف معهم عند
حكايات توطّنت في الذاكرة وشكّلت منعطفات في مسيرته.
ويقصّ حداد في كتابه الصادر عن دار روايات في 331 صفحة، حكاية
لحظات مؤثرة جمعته بعدد من الأدباء والشعراء والمفكرين العرب، في
سرد موجز ولغة شفيفة.
يظهر حداد رسّامًا وهو يخطّ كلماته بصدق وعفوية، حتى إن القارئ يبدو
وكأنه يجلس بجوار أدونيس ومحمود درويش وسليم بركات ومحمد الماغوط
وغيرهم، ويقاسمهم اليومي والعابر والمتخيل والمرئي.
ويعيد الشاعر تأثيث ذاكرته برائحة أصدقائه وأصابعهم المحبرة، ليقصّ على
القارئ حكايات تتوارى خلف الأعمال الإبداعية التي صاغها أدباء كبار
عاصرهم بشكل شخصي، وآخرون لم يسعفه لا الزمان ولا المكان في أن
يقاسمهم التجربة، فحضر المتنبي ومايكوفسكي ويسينين، وكان لشعر
بوشكين مكان في هذا الكتاب الذي يشبه متحف الذاكرة الفيّاض بالجمال
والحبّ والغياب.
نقرأ في فصل بعنوان “بلند الحيدري”: “كلما انتهيت من ضحكة مجلجلة مع
أصدقاء تلتقي بهم نادرا، قلت لي: (لماذا لا تأتي إلى لندن، سيكون لدينا
المزيد من الوقت هناك، وربما قرأنا بعض الشعر). انظر الآن، كيف أن
الوقت لم يعد كافيًا لأصدقاء أحلامك. ثمّة شخص يحرس لك الذكريات.
ينتظرك هناك، ويتعب قليلاً قبل أن تصل. وعندما يدركك النوم، تغدر بك
الأحلام فـ(أطفئ قناديلك يا مجنون)”.
ويقول حداد في حديثه عن الشاعر السوداني صلاح أحمد إبراهيم: “الآن..
مثل ذلك الراعي الأفريقي الذي استحوذ على مخيلة صلاح منذ سنوات
عمره المبكرة، نشرع القيثارة العاجية، ونغنّي تلك الأنشودة التي تمنّى
شاعرنا أن يسمعها مجلجلة في (غابة الأبنوس).
/العمانية/
(انتهت النشرة)