الجزائر، في 3 مايو/ العمانية / يعود حارس المرمى الجزائري الشهير، مهدي سرباح،
في كتابه “مذكرات حارس مرمى”، إلى أهمّ الأحداث التي ميّزت مسيرته الكروية،
بوصفه أحد أشهر حرّاس المرمى في جيله.
كما يسردُ سرباح، عبر تضاعيف سيرته التي صدرت عن دار “أبيك” للنشر، أكثر
اللّحظات سعادة، وأحيانًا ألمًا، التي تقاسمها مع جماهير الساحرة المستديرة، وذلك منذ
التحاقه، سنة 1968، بفئة المتدربين (الأصاغر)، مرورًا بلعبه في أندية البطولة الوطنية
الجزائرية، ومشاركاته في المسابقات الأفريقية والمتوسطية، وانتهاءً بملحمة كأس العالم،
سنة 1982، التي أبلى فيها المنتخب الوطني الجزائري، بلاءً حسنًا. حيث استرجع سرباح
هذه اللحظات، عبر سرد التفاصيل عن غرف تبديل الملابس، والتدريب، والتجمُّعات،
وإجراءات السفر.
كما أعاد هذا الحارس الأسطورة، جماهير كرة القدم إلى الماضي الذي لم تكن فيه هذه
اللُّعبة مجرد مسابقة رياضية، بل كانت حلبة تنافس بين الأندية على المراكز الأولى في
البطولات، وكان الكثير من اللاعبين يعدون تنافسهم “مسألة فخر وطني”، وذلك من أجل
رؤية كرة القدم الوطنية تحتلُّ مكانتها في المسابقات القارية والعالمية، مباشرة بعد
استقلال الجزائر.
وفي هذه الشهادة المؤثرة والحيوية، المستمدّة من وقائع ملحميّة، في بعض الأحيان، يعود
مهدي سرباح (“لاغرينتا” كما يحبُّ أن يطلق عليه زملائه في الفريق)، إلى تقليب تلك
الصفحات الناصعة، التي تُعدُّ جزءًا من تاريخ كرة القدم الجزائرية، ليُشيد بجيل كامل من
لاعبي كرة القدم والمدربين، والمديرين التنفيذيين الرياضيين الذين صنعوا مكانتها
الناصعة.
ويُذكّر سرباح في الكتاب الذي حرّره سيد أحمد بوعدُّو، وقدّم له حميد طاهري، بمآثر
وتضحيات جيل يعدّ الوريث الفعلي لأكبر فريق عرفته الجزائر، وهو فريق جبهة التحرير
الوطني، الذي ناضل، هو الآخر، في سبيل تحرير الجزائر من ربقة الاستعمار الفرنسي.
يُشار إلى أنّ مهدي سرباح، من مواليد عام 1953، وكان من أبرز حراس المرمى في
تاريخ كرة القدم الجزائرية، ولعب لأرقى الأندية في البطولة الوطنية، مثل اتحاد العاصمة
(USMA )، وشبيبة القبائل (JSK)، وشباب القبة (RCK).
/العمانية /178