بعد تبدد مشروع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنير ” يهودي متدين ” بتأسيس قوة ضاربة في المنطقة تحت تسمية ” ناتو عربي” وهو المشروع الذي نوقش أثناء القمة ” الأميركية العربية الاسلامية ” في الرياض بتاريخ ٢١ مايو ٢٠١٧ . وان التبدد والتعطيل لهذا المشروع بسبب خسارة ترامب أمام الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن. ولكن بعد خسارة ترامب ومجيء بايدن المتحامل على نتنياهو وحلفائه الخليجيين بسبب دورهم الخفي في الانتخابات الأميركية ضد بايدن ولصالح ترامب .سارعت إسرائيل لتحريك هذه فكرة هذا المشروع اي ” الناتو العربي” من خلال اتفاقيات أمنية خاصة بين اسرائيل والامارات والبحرين وقبرص واليونان ودول اخرى. ولكن إسرائيل أرادته لخدمتها امنيا، وتكون هي القائد له، ويكون الهدف الأول له هي إيران .ولكن المتغيرات السياسية والدبلوماسية في العالم والمنطقة عطلت هذا المشروع. لا سيما بعد معركة العناد بين طهران وادارة بايدن حول العودة الى الاتفاق النووي.
وأثرت عليه جدا عندما مارس الرئيس بايدن سياسة عزل إسرائيل عن الملف الايراني من خلال اهمال الرئيس بايدن الى رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو لمدة اكثر من شهر. بحيث اضطر نتنياهو لاعطاء اوامره بشن ضربات ضد اهداف ايرانية في البحر المتوسط والبحر الاحمر، وداخل ايران لأجبار بايدن على الاتصال بإسرائيل .ومباشرة خوّل الرئيس بايدن الاوربيين بايجاد صيغة حوار وتلاقي بين طهران وواشنطن بحضور الاوربيين. وبالفعل نجحت الدول الاوربية بمحادثات فيينا لقطع نوايا إسرائيل في خلط الاوراق لصالحها وعلى حساب المصالح الأميركية !
حتى بايدن اغرته فكرة الناتو العربي ..ولكن !!كانت الفكرة مغرية حتى لادارة الرئيس بايدن في بادىء الأمر لكي تكلف ” الناتو العربي” بمهام حماية المنطقة لكي تتفرغ الولايات المتحدة للملفات التي استجدت وباتت اكثر أهمية من الشرق الأوسط .واهمها ملف الحرب الباردة الجديدة بين روسيا والولايات المتحدة، والصراع على قيادة العالم بين الصين والولايات المتحدة وملفات اخرى . ولكن عندما شاهدت إدارة بايدن الخبث وعدم الصدق الاسرائيلي سارعت لمنع السعودية من التعاطي مع إسرائيل. وذهبت لايقاف الحرب في اليمن بهدف ايقاف المخطط الاسرائيلي على حساب المصالح الاميركية ومايدفعه المواطن الاميركية لدعم السياسات الاميركية.بحيث لم يستقبل بايدن اي مسؤول سياسي إسرائيلي وهذا لم يحدث من قبل بل لأول مرة مع رئيس أميركي. بحيث اضطر نتنياهو المنبوذ من قبل ادارة بايدن الى ارسال رئيس الاستخبارات الاسرائيلية ( الموساد) ووفود امنية الى امريكا لغرض طرح صور واسرار ومخاطر عن المشروع الايراني ولكن كل هذا لم يؤثر على مفاوضات فيينا بين ايران وامريكا والاوروبيين !
المصالحات الإقليمية :
١. فالإستراتيحية الأميركية البديلة عن الناتو العربي وعن زيادة الجيش الاميركي في العراق ومناطق أخرى في الشرق الاوسط من وجهة نظر إدارة بايدن و لكي تتفرغ واشنطن إلى ملفات أخرى باتت ساخنة وخطيرة على المصالح الاميركية في اوكرانيا والبحر الاسود وتايوان والمحيط الهادي وبحر الصين. هي اطلاق (المصالحات الاقليمية في منطقة الشرق الأوسط) بهدف تهدئة المنطقة وتسكينها. وفي نفس الوقت منع إسرائيل من الهيمنة على تلك الدول على حساب المصالح الأميركية الحيوية. فصحيح ان اسرائيل حليف قوي ومتميز لواشنطن. ولكن هناك حدود مرسومة لهذا الود والتبني ولا يجوز تخطيها !
٢. فإنطلقت الحوارات فعلا عندما نجحت بغداد ولأول مرة في كسب ثقة السعوديين والاطراف الاخرى وتزامنا مع انطلاق إستراتيجية الولايات المتحدة من سلطنة عُمان التي جعلتها واشنطن منطلقا لادارة تلك الحوارات. حيث قررت ادارة بايدن تخصيص وفد أميركي رفيع ليُقيم في مسقط للأشراف على تلك الحوارات والتقاربات بدعم بريطاني واضح .بحبث أصبحت في مسقط غرفة عمليات دبلوماسية اميركية وبريطانية وعمانية فوق العادة. لرعاية هذه الحوارات وتلك التقاربات التي هي بداية رسم المنطقة من جديد على ضوء عالم مابعد جائحة كورونا التي تعتبر حرباً عالمية ثالثة. وان الحوار الاميركي الايراني بحضور الاوربيين في فيينا هي نتاج غرفة عمليات مسقط، وكذلك الحوار السعودي – الايراني في بغداد هو بتنسيق مع غرفة عمليات مسقط أيضا :
٣. وأهم مانتج عن غرفة عمليات مسقط والغرفة المرتبطة بها في بغداد مايلي :
١. الشروع بالحوار الايراني – السعودي ٢. الشروع بالحوار المصري – التركي ٣. الشروع بالتقارب السعودي – التركي ٤. الشروع بالتقارب السعودي الاماراتي الخليجي مع سوريا. ٥. الشروع بالتقارب والحوار السعودي – القطري ٦. التقارب القطري – المصري ٧. حوارات سرية بين الامارات – وتركيا ٨. الشروع بالحوار الايراني – الكويتي
إلى اللقاء في الحلقة الثانية إن شاء الله
د. سمير عبيد
٥ مايو ٢٠٢١