أقامت جامعة السلطان قابوس ممثلة في دائرة الإرشاد والتوجيه الديني بعمادة شؤون الطلبة بالجامعة بالتعاون مع الجمعية العمانية للعناية بالقرآن الكريم مساء يوم الخميس (23 رمضان 1442هـ – 6 مايو 2021م) محاضرة عن بُعْد بعنوان: (دور اللغة العربية في فهم القرآن الكريم)، للأستاذ/ محمد بن سليمان بن ناصر المعولي (المرشد الديني بجامعة السلطان قابوس – مقدم دورات في حفظ القرآن الكريم)، وقدم لها الطالب: فيصل بن سعيد بن مالك الكندي من الصف التاسع بمدرسة الخوير للتعليم الأساسي.
بدأ الأستاذ المحاضرة ببيان أن من حكمة الله -تعالى- أن جعل اللغة العربية وعاء للقرآن الكريم: {إِنَّا جَعَلۡنَٰهُ قُرۡءَٰنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ} [الزخرف: 3]، ولا يمكن فهم القرآن الكريم ولا معرفة أسراره إلا بتعلم الأساليب التي كانت العرب تستعملها في كلامها؛ ولذلك فإن متدبر القرآن الكريم لا بد من أن يستحضر فنون العربية المختلفة؛ من: نحو، وصرف، وبلاغة، وغيرها؛ حتى يقتنص المعاني، واللطائف.
ثم أعطى المحاضر بعض النماذج والتطبيقات التي توضح دور العربية في فهم القرآن الكريم، وعلق عليها بالشرح؛ فكان مما ذكره:
- قصة إبراهيم -عليه السلام- مع ضيفة في سورة (الذاريات)؛ فيستنتج من خلال النحو خلق إبراهيم -عليه السلام- في إكرام ضيفه.
- قصة يوسف -عليه السلام- في عفوه وصفحه عن إخوته؛ فيظهر من خلال النحو أخلاق هذا النبي في العفو والصفح.
- في وصف نعيم الجنة: {وَفُتِحَتۡ أَبۡوَٰبُهَا} [الزمر: 73]؛ فيظهر من خلال النحو دلالة الواو في رسم صورة هذا الاستقبال.
- في وصف نعيم الجنة: {رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ} [البينة: 8]: كيف رضوا عنه؟ يظهر من خلال البلاغة أنهم نالهم من الإحسان ما لا مزيد عليه.
- مسألة الاختصاص في النحو تظهر لنا قيمة الصبر في قوله -تعالى-: {وَٱلصَّٰبِرِينَ فِي ٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ} [البقرة: 177]، وقيمة إقامة الصلاة في قوله: {وَٱلۡمُقِيمِينَ ٱلصَّلَوٰةَۚ} [النساء: 162].
- من خلال دلالة (الواو) وقع الخلاف بين الفقهاء في المقصود من قوله – تعالى-: {وَلَا تَأۡكُلُواْ مِمَّا لَمۡ يُذۡكَرِ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ وَإِنَّهُۥ لَفِسۡقٌ} [الأنعام: 121]: فهل هذه الواو هي: واو الحال، أم أنها: واو العطف؟ وبناء عليه يكون الحكم الشرعي.
- دلالة حرف الجر (على)؛ فتظهر لنا تمكن النبي -عليه السلام- من الخلق العظيم في قوله -تعالى-:{وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4] وتمكن المرأة التي من مدين من الحياء في قوله: {تَمۡشِي عَلَى ٱسۡتِحۡيَآءٍ} [القصص: 25].
وفي المقابل تظهر لنا جبروت وبطش فرعون في قوله -تعالى-: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمۡ فِي جُذُوعِ ٱلنَّخۡلِ} [طه: 71].
وفي ختام محاضرته وجه دعوة إلى تعلم اللغة العربية، وسبر أغوارها؛ فكل أمة تعتز بلغتها، وتسعى لنشرها بين العالمين، واللغة العربية هي الأحق والأجدر بذلك.