عمّان في 10 مايو /العمانية/ تقدم الكاتبة الأردنية ربا الناصر في مجموعتها
القصصية “أسطورة الذكريات” مواقف وتفاصيل من واقع الحياة نمرُّ بها
مرور الكرام رغم ما فيها من عِبَر تستحقّ التوقُّف عندها مطوَّلا.
وتضم المجموعة الصادرة عن “الآن ناشرون وموزعون” ستّ عشرة قصة
تتنوع فيها الأساليب السردية، فتلجأ المؤلفة أحياناً إلى الرمز والغموض،
وأحياناً أخرى إلى الوضوح، ضمن لغة رشيقة تصل إلى غايتها بيسر.
كما تتنوع المواضيع التي تتناولها القصص، إذ تُبرز الكاتبة خلالها قضايا
فردية تصلح لأن تعمَم بسبب ارتباطها بالواقع الراهن الذي تعيشه
الشخصيات، وأخرى عامة تمثل انعكاسا لما تمر به مجتمعاتنا من هموم
وصراعات. فتتحدث عن اللاجئين ومخيمات اللجوء، وعن أحلام الشباب
بالهجرة إلى الخارج، وعن دور الرعاية، وكبار السن، والحروب، وهموم
المرأة، والحنين، والذكريات، وسوى ذلك من مواضيع تشكل واقعنا اليومي
الراهن.
وتخاطب الكاتبة الإنسانَ في قصتها التي استعارت منها المجموعة عنوانها،
فتقول: “أيها الإنسان، يا من تحاول اكتساب الحكمة، اذهب إلى المكان الذي
يرشدك إليه قلبك، فهناك تكمن الإجابة”.
ونقرأ في إحدى القصص التي تجسد علاقة الإنسان بالطبيعة: “عندما
أغمضت الأزهار عيونها وبدأت خيالات الصخور بالاستطالة ودبَّ الصمت
في المكان، قررتُ الرجوع من حيث أتيت. وقد وجدت شيئا هنا في رحم
الطبيعة، شيئا لن تمحوه دموع الخريف ولن تميته قسوة الشتاء، شيئا يتجلَّد
ويحيا في الربيع ويزهر في الصيف. وجدت مفتاحا لسؤالي، لكني أيضا
وجدت ذكريات تقبع في أحشاء ذلك المكان، ذكريات لا يفهمها إلا من يشعر
بها ويعيشها”.
وتهتمّ الناصر كذلك بإبراز التفاصيل المكانية لمسرح الأحداث في قصصها،
وبإضاءة المشاعر التي تحرّك الأبطال فوق هذا المسرح. نقرأ في قصة “
لوحة الفتى والسيدة والعجوز”:
“عُلِّقتُ بعناية على جدار غرفة الجلوس. كنتُ اللوحة الفنية الوحيدة في هذه
الغرفة. غرفة صغيرة مكتظة بالأثاث ومقتنيات متناثرة هنا وهناك، إلا أنها
بدت عزيزة على قلب هذه العجوز. قبالتي مباشرة أريكة مختلفة عن بقية
الأرائك في هذه الغرفة في حجمها ولونها؛ فقد كان لونها أزرق مخططا.
ووُضعت على مقربة منها منضدة سطحها دائريُّ الشكل. كانت السيدة
العجوز تبدأ يومها بالجلوس على هذه الأريكة تحتسي كوبا من الشاي وهي
تتصفح الجريدة التي يحضرها حارس العقار في كل صباح”.
يُذكر أن ربا الناصر حاصلة على شهادة البكالوريوس في الهندسة
الصناعية، وشهادة الماجستير في إدارة الأعمال، حازت جوائز في مسابقات
للقصة القصيرة من بينها: مسابقة يعقوب العودات للإبداع الشبابي، وجائزة
سواليف الإبداعية.
/العمانية/