الجزائر في 10 مايو / العمانية / تتواصل في الجزائر حتى 18 مايو
الجاري مختلف الفعاليات الثقافية، احتفاء بشهر التراث، للتأكيد على أهمية
الموروث الثقافي المادي وغير المادي المتوارث عبر تعاقب الأجيال.
وتكريسًا لتقاليد تهدف إلى تثمين ما تزخر به مختلف المناطق الجزائرية
ركّزت العديد من الدوائر الثقافية على تنظيم فعاليات ثقافية تحسيسية بأهمية
التراث، يكون فيها المواطن الجزائري شريكا فعّالا وفق ما تقتضيه شروط
الوقاية من فيروس كوفيد 19، وذلك بالتركيز على استعمال الوسائل التقنية
التي تساعد على إقامة الندوات والمحاضرات المختلفة.
وفي هذا الشأن، قامت الحظيرة الثقافية للتاسيلي أزجر (جنوب الجزائر)،
بتسليط الضوء على جزء مهمّ من التراث المادي لمنطقة التاسيلي، المتعلق
بالحلي التقليدية التي تُميّز النساء في مجتمع التوارق.
ومن المعروف أنّ الحلي التقليدية ما زالت، إلى اليوم، تحافظ على وجودها
في المجتمع التارقي، كما أنّها ما زالت تُستعمل للزينة في مختلف
المناسبات، مثلما دأبت على استعمالها المرأة في هذا المجتمع قبل مئات
السنين.
وتختلفُ الخامات التي تُصنع منها هذه الحلي التقليدية؛ فمنها المصنوعة من
الفضة، ومنها المصنوعة من العاج، أو النحاس. وتُشكّل الفضة واحدة من
أهمّ المواد التي يلجأُ إليها الحرفيون التوارق لتشكيل الكثير من المصنوعات
التقليدية؛ نظرا للإقبال الكبير عليها، خاصّة عندما تكون مزيّنة بالنقوش التي
تُعبّر عن هوية مجتمع التوارق.
وتؤكد الباحثة كلثوم فاطيمة كوسة (ملحق بالحفظ بحظيرة التاسيلي) أنّ
الحلي التقليدية التارقية تختلفُ، بحسب استعمالاتها، حيث نجد قطعة تُسمّى
(تيجيباوين)، وهي عبارة عن إكسسوارات توضع على الشعر، وتتكوّن من
مثلث واحد منقوش تتدلّى منه مجموعة سلاسل في الأسفل، وقد يصل طول
السلسلة الواحدة ما بين 15 إلى 20 سنتمترا.
أمّا عن (مجيديتن)، فهي عبارة عن أقراص تُوضع على مشط الشعر لتزيّنه،
وتتكوّن من عُملة قديمة من الفضة الخالصة مثقوبة في الأعلى لأجل
خياطتها على قماش طويل، وتثبّتُ لإعطاء مظهر للضفائر المغطاة بالقماش
أو الخمار، وتوضع ثلاثُ قطع كبيرة أو ستُّ قطع صغيرة على الجهة
الواحدة.
وتضمُّ الحلي التقليدية في منطقة التاسيلي ما يُسمّى (إدكار)، وهو عبارة عن
سوار مفتوح كثيف الفضة، ويُعدُّ من أغلى وأثمن الأساور، قد يصل وزنه
إلى 1 كيلوغرام، وهو يحتوي على جمانات من الفضة ملتصقة به عند
نهايته وبداخلها أشكال معيّنات تضمُّ زخارف أو مربعات.
أمّا خواتم الفضة، فلا يمكن أن تخلو خزانة أيّ امرأة منها، وهي تُستعمل
بحسب المناسبات أو الأعياد، وتتوفر الخواتم بأشكال متنوّعة؛ فمنها
المربعة، والمعيّنة، والأسطوانية، والمفلطحة، وخاتم حذاء “تمبا” الذي يُشبه
شكله نوعًا من أنواع النعال المحليّة.
ومن المثير في التقاليد المتعلقة بحلي منطقة التاسيلي أن تتضمّن عقدًا يُسمّى
(عقد المسّ)، وهو عقدٌ كان، قديمًا، يوضع داخله حرزٌ لحماية المرأة
التارقية من الشُّرور، وهو عبارة عن قطعة من الفضة على شكل أسطوانيّ
مغلق بإحكام، وتتدلّى منه مجموعة من السلاسل، بعضُها متداخل مع بعض.
أمّا (عقد الشغرية)، فهو عبارة عن أشكال هندسية مصنوعة من الفضة
الخالصة تثبت في خيط من قماش، وبعضها تلصق به أهلّة مزخرفة بطريقة
معيّنة، وتتدلّى منها نويطات صغيرة أشبه بأوراق صغيرة مزخرفة تُحدثُ
صريرا أو هسهسة عند تحريكها.
وتضمُّ قائمة الحلي التقليدية الخاصة بالمرأة في مجتمع التوارق العديد من
المصنوعات الفضيّة، على غرار (تيرا او تينغلت)، وتُسمّى عند البعض (
تكارضي) أو (ايبيدغير)، وهي عبارة عن منجد خاص بالصدر من أفخم
المناجد أو القلادات الصدرية في تاسيلي ن آزجر، تصنع من الفضة الجيّدة
على أشكال هندسية، كالمربعات والمثلثات، وأشهرها ذات الشكل المثلث،
وهي من الحلي القديمة التي كثُر استعمالها في القرنين 19 و 20م.
وهناك أيضا (إكافان)؛ وهو نوعٌ من أنواع الأساور، و(عقد الهلال أنتليت)،
الذي يُعدُّ من أقدم الحليّ التي تتزيّن بها النساء في منطقة التاسيلي.
/العمانية/
(انتهت النشرة)