::
الجزائر،
في 4 يوليو/العُمانية/ يحتضن المتحف العمومي الوطني أحمد زبانة بولاية وهران (غرب
الجزائر) معرضا بعنوان “حضارة عصور ما قبل التاريخ”.
ويهدفُ
المعرض الذي يتزامن مع الاحتفالات بالذكرى الستين للاستقلال، إلى التعريف بتاريخ
الجزائر منذ فترة ما قبل التاريخ، وإبراز الاكتشافات المتنوّعة التي تثبت أن
الجزائر تضمُّ حضارات عدة تعاقبت على حقب تاريخية مختلفة، أهمُّها تلك الاكتشافات
التي تمّت بموقع عين بوشريط الذي توجد فيه بقايا حضارة إنسانية ضاربة في عمق
التاريخ.
ويقدم
المعرض الذي يتواصل حتى 27 سبتمبر المقبل، لمحة عن النتائج العلمية لفرق البحث
التابعة للمركز الوطني للبحوث ما قبل التاريخ وعلم الإنسان، التي تؤكد أنّ تاريخ
الوجود البشري بالجزائر يعود إلى 2.4 مليون سنة، وهو الأمر الذي يشير إلى إسهاماته
في الابتكارات الكبرى وتبوئها مكانة مميّزة في التطوُّرات الثقافية
والأنثروبولوجية التي شهدها التاريخ البشري.
كما
يُبرز المعرض عبر اكتشافات الموقع الأثري “عين حنش”، الذي يعود إلى 1.8
مليون سنة قبل الميلاد، وموقع “عين بوشريط” بسطيف، أنّ تاريخ الجزائر
يعود إلى أكثر من مليوني سنة، ممّا يجعل منها المهد الأول للبشرية من حيث الأقدمية
في حوض البحر الأبيض المتوسط، والثاني عالميًّا بعد المواقع الموجودة في إفريقيا
الشرقية، حيث قام الإنسان في تلك الفترة بنشر أولى الثقافات التي تتجلّى في صناعة
الأدوات الحجرية التي اكتُشفت بموقع عين الحنش.
ويكتشف
الزائر للمعرض مواقع أثرية أخرى، على غرار موقع تغنيف بولاية معسكر (غرب الجزائر)
الذي يعود إلى العصر الحجري، وتكمن أهميته في اكتشاف بقايا بشرية، فضلا عن مواقع
أخرى تعود إلى ما قبل التاريخ بولاية البيض (جنوب الجزائر) التي تزخر بنقوش صخرية،
وأخرى بمنطقة تبلبالة بولاية بني عباس التي اكتُشفت بها ورشة لصناعة الأدوات
الحجرية.
وتمّ
تخصيص جناح للفن الصخري في الجزائر من رسومات ونقوش على مستوى مناطق عدة منها
“الطاسيلي”، وكذا قطع من الأدوات الحجرية، وأخرى خاصّة بالموسيقى، ورحى
الحبوب التي تمّ العثور عليها خلال الحفريات وعمليات البحث الأثري المختلفة.
وتُستخدمُ
في هذا المعرض أحدثُ التصميمات السينوغرافية لمحاكاة الملجأ الصخري “أفالو
بورمل” بولاية بجاية (شرق الجزائر) الذي استوطنه إنسان ما قبل التاريخ، وموقع
“تان أينسيس” بولاية تمنراست (جنوب الجزائر)، و”فيض سوار”
بولاية أم البواقي (شرق الجزائر)، و”كاف الفضة” بولاية الطارف (شرق
الجزائر)، ومواقع أخرى بالساحل الغربي تعود إلى مليون سنة، وكذا معالم جنائزية على
غرار “الجدار” بفرندة بولاية تيارت (غرب الجزائر)، و”قبر
مدغاسن” بولاية باتنة (شرق الجزائر)، ومعلم “كليوباترا سيليني”
المعروف باسم “قبر الرومية” بولاية تيبازة (غرب الجزائر).
/العُمانية/النشرة
الثقافية /طلال المعمري