الجزائر في 17 مايو/ العمانية /تحاول الشابة فلّة سارة الجمع بين دراستها الجامعية
وهوايتها في الرسم التي بدأت منذ مرحلة الطفولة.
وتنتمي أعمال الفنانة التي تدرس طب الأسنان، إلى المدرسة التجريدية التي تعتمد على
البساطة والابتعاد عن دقة الوصف للواقع أو لطبيعة الأشياء، والاستناد إلى التعبير عبر
لغة الألوان، وما يُمكن أن تُحدثه من تأثير في نفس المتلقّي.
وفي هذا الشأن، تقول الفنانة لوكالة الأنباء العمانية، “تمثّلُ الألوان في أعمالي، الأحداث
التي يمكن أن يمرَّ بها الإنسان في الحياة اليومية، مثلما يُعبّرُ مزج الألوان المستعملة عن
تأثير هذه الأحداث في نفوسنا، غير أنّ كلّ لوحة تتميّز عن الأخرى بألوانها ومضمونها،
تماما كما تختلف انفعالات البشر في مواجهة الأوضاع التي يمرُّون بها في الحياة”.
وتضيف، “التجريد يسمح لي بالتعبير عن المشاعر، ولمّا أرسم لوحة واقعية يزداد قلقي
عوض أن أرتاح، كما أنّني أحبُّ الألوان الغامضة والداكنة، لكنّني لا أستعملها كثيرا في
لوحاتي”.
وترى سارة أنّ الفن “صنوُ الحياة”؛ ولذلك فهي ترى أنّ السلام النفسي وراحة البال لا
يتحقّقان لها إلا من خلال الاستمتاع بما تقوم به في المجال الفني، وفي طلب العلم لتنمية
موهبتها، وامتلاك نظرة ناضجة للأحداث المتغيّرة باستمرار.
وتؤكد الفنانة أنّ مشاركتها في عدد من المعارض مكّنتها من صقل موهبتها، وتطوير
أدائها الفنّي، من خلال الاحتكاك ببعض الرسّامين، والاطلاع عن كثب على أعمالهم
الفنيّة.
وتعتقدُ أنّ دراستها لطب الأسنان لا تتعارض مع توجُّهها إلى احتراف الفن التشكيلي، فهما
بحسب رأيها “متشابهان”، موضحةً: “عندما نقوم بترميم هيكل السن أو الضرس أو إجراء
جراحة ما، فإنّ طبيب الأسنان يحتاج إلى خفة اليد تماما مثلما يحتاجُ الرسّام إلى ذلك”.
وتعترفُ سارة بأنّها ترسم حسب الحالة النفسية التي تمرُّ بها؛ فهي تقول: “الألوان الداكنة
تسمح لي بعدم جلب انتباه العامة، وأظنُّ أنّ لهذا التوجُّه علاقة ببعض أحداث الطفولة”.
وتشير إلى أنّها تستغلُّ أوقات فراغها من أجل الرسم، وأنّها لا تضع عناوين للوحاتها،
تاركة للمشاهد فرصة لقراءة العمل الفني وتفسيره بحرية.
/العمانية /178