ـ 1 ـ
لصنع نصف كيلو من العسل، تعمل 1152 نحلة، قاطعة مسافة 180,246 كم، وتزور 4,5 زهرة. وهذا يعني 156 كم لكل نحلة عاملة.
بدقيقة واحدة وفي مسافة 5 كم يصنع الإنسان بضعة أطنان من الحزن، وبضعة ليترات من سم الكراهية.
حقاً حقاً لا تأبه “أنثى” النحل لما يقوله ذكر “النحل”.
ـ 2 ـ
اشترى أحد الزبائن من دكان عطار في دمشق، وعندما فتح الورقة المصرور فيها المادة العطرية… قرأ شيئاً غريباً وجميلاً. فذهب فوراً إلى العطار واشترى منه الكتاب كله… فكان “يوميات البديري الحلاق” أحد أهم كتب اليوميات في العصر العثماني.
ـ 3 ـ
رأيت شاعراً يقول لسوسنة في حوض: سيدتي.
ورأيت سوسنة في صباح ماطر تقول لشاعر: يا لغتي.
ـ 4 ـ
ما يؤلم اليوم ليس الكهرباء، وليس الكرامة، ولا عزة النفس، ولا عفة الكائن، ولا إغماد الإهانة في روح الإنسان…
الذي يؤلم هو أن تتنفس مع جماعة “الحضيض” هواء بلاد واحدة.
ـ 5 ـ
أقوال في الشيخوخة:
ابقَ طفلاً وأنت كهل.
للشباب وجه جميل، وللشيخوخة روح جميلة.
الشعر الأبيض أرشيف الماضي.
قالوا: أنينك طوال الليل يقلقنا. فما الذي تشتكي؟ قلت الثمانينيات.
عندما صرت منحنياً بدوت كأنني أفتش، في التراب، عن الشباب.
ـ 6 ـ
شممت رائحة الشواء، وأنا أتفرج على حريق الغابة.
كانت النار تشوي قطيعاً من الغزلان، لم تعرف في ضلال الحريق أي مخرج للنجاة.
هناك صنوبرات زرعتها بيدي قبل 50 سنة تفقدتها في الحريق. كانت تصدر صوت حفيف الهواء الناري فيها.
لم تحترق الصنوبرات، فقلت الأنهار رفيقات الزمن الذي يخصني.
ـ 7 ـ
كان وحيداً ومستوحشاً، ولم يزره أحد ولم يتفقده أحد.
أمسك بسماعة الهاتف واتصل برقم الإطفائية وقال:
إذا ما عندي حريق لا أحد يأتي؟
ـ 8 ـ
صباحاً…. اسقِ الزهور واحدة واحدة، مباشرة من إبريق الماء إلى فمها، وبلل تويجاتها، لكي تقول لك، وأنت في أوج اليأس: صباح الخير سيدنا الجميل .
ـ 9 ـ
غرق ابن السيدة أسامة في البحر. احتفظت من ثيابه بلباس السباحة (المايوه) الذي كان يلبسه. كل عام كانت تفرد المايوه وتحضّره، وتطويه بعد نهاية موسم السباحة.
بعد 23 سنة أصيبت بالنسيان ما عدا طقس طوي المايوه وفرده كل صيف. وبعد أقل من سنتين، ذات صيف فردت وطوت وماتت.
– 10 –
صديق الشاعر شوقي بغدادي (93 سنة) وما يزال يكتب مقالاً أسبوعياً، ويكتب شعراً، ويحفظ ذكريات الراحلين، ويواجه الموت بقصائد تنتمي إلى وجع النهايات.
آه… ما أطول هذا الليل… أضناني الظلامُ
كلهم ناموا، وما زلت أمنّي النفس أني سأنامُ
انتظار الحق هذا، أم شفائي ممكن… طال السقامُ
من على الباب؟
لقد جاء إذن… حان الختام… أنا لست هنا يا أيها الجائع… لم يبق طعامُ
فانصرف، لا تكسر الباب… حرام كَسركَ الباب حرامُ.
ـ 11 ـ
من دفتر قديم: سئل سوري: ما أعلى قمة وصلت إليها؟
فقال: قمة الإفلاس.