نصرالله: سفينة ايرانية محملة بالمازوت ستبحر إلى لبنان
بيروت – (وكالات): قال الرئيس اللبناني ميشال عون امس الخميس إن رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي يواجه مطالب متزايدة من آخرين بشأن تشكيل حكومة جديدة، الأمر الذي قال إنه يعطل العملية.
وأضاف في بيان “ثمّة خشية مبرّرة بأن يكون الهدف ممّا يصدر، الدفع بالرئيس المكلّف الى الاعتذار”.
ولم يعلق ميقاتي من جهته، قال ميقاتي في بيان نقله تلفزيون الجديد إنه سيواصل جهوده لتشكيل حكومة.
وفي سياق اخر، أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله امس الخميس أن سفينة محمّلة بالمازوت ستنطلق خلال ساعات من إيران التي تفرض واشنطن عليها عقوبات اقتصادية، إلى لبنان الذي يشهد أزمة محروقات حادة وسط انهيار اقتصادي.
وأثار إعلان نصرالله انتقاد رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري الذي حذّر من أن دعما إيرانيا سيجلب مزيدا من “المخاطر والعقوبات” على لبنان.
وعلى وقع الانهيار الاقتصادي المستمر منذ عامين الذي صنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ 1850، يشهد لبنان منذ أشهر أزمة محروقات متفاقمة تنعكس بشكل كبير على مختلف القطاعات من مستشفيات وأفران واتصالات ومواد غذائية.
كما يشهد أزمة سياسية تحول دون توافق الأطراف المختلفة منذ سنة على تشكيل حكومة يضغط المجتمع الدولي لتشكيلها لكي يكون في إمكانها إجراء إصلاحات أساسية في البلاد تمهد لتقديم مساعدات دولية.
وكان الحريري، أبرز زعماء السنة في لبنان، وبعد “هدنة طويلة” مع حزب الله، وتسويات، اتهم أمس طهران بتعطيل تشكيل حكومة في لبنان.
وفي كلمته امس الخميس في ذكرى عاشوراء، قال نصرالله “سفينتنا الأولى التي ستنطلق من إيران محملة بالمواد… أَنجزت كل الترتيبات. حُمّلت بالأطنان المطلوبة… وستبحر خلال ساعات.. إلى لبنان”.
وأوضح “أعطينا الأولوية في السفينة الأولى لمادة المازوت” من أجل “المستشفيات ومصانع الأدوية ومصانع المواد الغذائية وأفران الخبز ومولدات الكهرباء”.
وحذّر نصرالله الإسرائيليين والأمريكيين من أن حزبه سيعتبر السفينة “أرضاً لبنانية”، ما ينذر بردّ منه في حال تعرضها لهجوم بعدما شهدت سفن مرتبطة بإيران وإسرائيل هجمات في الأشهر الماضية، اتهم كل طرف الآخر بالوقوف خلف بعضها أقله.
وكان نصرالله أعلن الشهر الماضي استعداد حزبه استيراد الوقود من إيران، معتبراً أن الحكومة اللبنانية لا يمكنها اتخاذه مثل هذا القرار جراء ضغوط من الولايات المتحدة التي تفرض عقوبات اقتصادية حادة على طهران.
وأعلنت السلطات اللبنانية مرارا أنها ملتزمة في تعاملاتها المالية والمصرفية بعدم خرق العقوبات الدولية والأمريكية المفروضة على إيران.
ولم يوضح نصرالله ما اذا كانت السفينة ستصل إلى الموانئ اللبنانية، لكنه قال “عندما تصل إلى مياه البحر الأبيض المتوسط نتحدث عن تفاصيل إلى أين وكيف ومتى والآليات العملية وما شابه”. ووعد أن سفناً أخرى ستتبعها لاحقاً.
ولم يصدر أي تعليق على الإعلان من حكومة تصريف الأعمال التي تسيّر شؤون البلاد منذ عام.
واعتبرت مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لوري هايتيان أن هناك أسئلة عدة يجب الإجابة عنها حول كمية الشحنة ومن سيدفع ثمنها والميناء الذي ستتوقف فيه وما إذا كانت الحكومة اللبنانية على علم بأي تبادل مالي.
وأشارت هايتيان إلى احتمال أن “تتوجه السفن الإيرانية إلى سوريا” حيث يتم تفريغها قبل نقلها إلى لبنان.
ولكنها حذرت من “أن هذا كله تمنعه العقوبات أساساً، وبالتالي ليس بالأمر السهل، لكن بما أن حزب الله يقوم به علناً، فهناك خطر على لبنان، من ناحية العقوبات أو حتى الهجوم”.
وبعد وقت قصير على كلام نصرالله، علّق سعد الحريري متسائلا ما إذا كانت السفينة الإيرانية “بشرى سارة… أم إعلانا خطيرا بزج لبنان في وحول صراعات داخلية وخارجية”.