الشارقة، في 23 أغسطس/ العمانية / قرأ الشاعران الأردني يوسف أبو لوز والمصري
سعد عبد الراضي، مجموعة من قصائدهما في أمسية نظمها بيت الشعر بالشارقة وقدمها
الشاعر العراقي رعد أمان.
بدأ أبو لوز قراءاته بنصّ “صانع دمى” الذي جسّد فيه أحد فصول المعاناة الإنسانية من
خلال رمزية الدمى، محلّقًا بالشعر والرمز. ومنها:
“لي ثلاثون عامًا أُنادي على الناسِ
إنْ كانَ منهم يبيعُ ليَ الصوفَ والخيطَ
والمغزلَ المتصوِّفَ مثلي
وإنْ كان منهم يبيعُ الحصى والعظامَ/
وشيئًا منَ الخبزِ لي
لا لآكلَ، بل لأغذّي الدُّمى”.
ورسم أبو لوز في قصائده مشهدية متّشحة بتعب الإنسان ومكابدته مشاقّ الحياة من أجل
أن يطعم الدمى:
“لي ثلاثون عامًا على حرفةٍ لأبي
كان أورثني إبرة لأخيط بها
كي أعيش من الخيط
والصوف
لا أتسول أو أتذمر أو أمسح الجوخ
مكتفيًا بقليل من الملح والحطب القرويّ
ومثلي يُعمّر حتى يُقال
اكتفى بالحصى والعظام
وعاش
إنني صانع للدمى
زوجتي مخمل
وبناتي قماش”.
وقرأ أبو لوز مقاطع من مجموعته “زوجة الملح”، متخذًا من الاختزال والتكثيف عنصرَ
جذب وصانع دهشة، كما في مقطع “ثلاثة أسلاف”:
“نحنُ ثلاثةُ أسلافٍ من قدماءِ الإغريقِ
ذبحنا عِجْلَ الأيتامِ
وأطفأنا نارَ السحرةْ
أنا والحطّابُ الكهلُ
وأختي الشجرةْ”.
أما الشاعر سعد عبد الراضي، فعبّرت قصائده عن تجليات الذات وأحوال القلب، متمسكًا
بروح العاشق المتشبث بحبال الود كي لا يسقط من علوّ شعوره، ومما قرأ أمام الجمهور:
“أنا سالِكٌ والسالكونَ مذاهبُ
وعيونُ زينبَ مسلكي وذهابي
عشرون عامًا شيَّبتْ لي أضلُعي
وبذكرِ عينيها يعودُ شبابي
صبٌّ صريعٌ في حكايا نظرةٍ
أسرتْ أنايَ وأعتقتْ أهدابي
وكأنَّها قدْ سافرتْ في مُهجتي
وكأنَّني سافرتُ في محرابي”.
وواصل سعد طرح التساؤلات الوجودية حتى وهو في تجليات الوجد، فالوقت والمستقبل
وحال الغريب وهو مع تمتماته والعمر والشعر والبحر واللحن، كلها تكتنز في النص
وتتعاضد مع وحدة المعنى والروح التي تبوح بوجدها على السطور:
“يغتالهُ العمر إنّ العمرَ قصّابُ
من ثقبٍ بابٍ له قُفل وبوّابُ
والوقتُ يبحرُ خلفَ الوقتِ يعصِرهُ
والعمرُ طفلٌ وموجُ البحرِ ألعابُ
والشعرُ يسألُ عن عوَّادِ غربتهِ
هل ما يزالُ ببطنِ الحوتِ زريابُ؟
هلّا يعودُ إلى لحنٍ قوالبهُ
تبكي الشبابَ وتبكي من بهِ شابوا؟”.
/العمانية /174