سئمت من تكاليف المشتريات التي ترتفع قيمتها كل فترة على حدة لتصل الى أضعاف غير معقولة أي أن القيمة الشرائية عالية جدا بالإضافة الى القيمة المضافة(الضريبة)نحن نعيش في مرحلة إرتفاع حاد في اسعار السلع سواء كانت غذائية او كماليات وحتى مستلزمات الحياة كسلع الكهرباء وأدوات توصيل المياه وحتى المواد الخاصة بأدوات تصليح السيارات بمعنى آخر الحالة الشرائية أصبحت مرتفعة الثمن و باهضة التكلفة فهل من حل لهذه الإشكالية وهل من معين على هذه المعضلة ؟!
لقد كنت في المحال التجارية الكبيرة لأتسوق فأتيت إلى أحد رفوف الحلوى بصحبة السلة التي بحوزتي فتناولت كيس الحلوى التي أردته وعليه ملصق قد طبعت عليه القيمة الشرائية فتناولته ووضعته في السلة وذهبت إلى قسم الخضار والفواكه فأخذت الأشياء التي أردتها ثم ذهبت إلى الكاشير (المحاسب) وقد كانت العادة أن يتم إحتساب القيمة الملصقة على السلعة التي تم شرائها من قبل المشتري حيث تم إحتسابها الكترونيا عبر جهاز تخزين القيمة الشرائية الذي المستخدم من قبل المحاسب إلا انني هذه المرة تعجبت من أمر العامل الذي يقف بجوار المحاسب بمحاذاة طاولة المحاسبة حيث أنه كان يلتقط الأغراض التي يتم الإنتهاء من معالجتها إلكترونيا ويضعها في الأكياس المخصصة لها تعجبت منه حينما أتاه كيس الحلوى قام بنزع الملصق الذي عليه القيمة بعد تسجيلها إلكترونيا ووضعه أو الصقه في إبهامه الأيسر فسألته لماذا نزعت الملصق من على كيس الحلوى وأخذته ؟! فأجابني بأنه قد طلب منه ذلك وقال لي بالحرف الواحد أن الملصق ذاته سيلصقه على كيس حلوى آخر فقلت له أنتم مجمع تجاري كبير أليس لديكم ملصقات كثيرة مطبوعة إلكترونيا ؟! قال نعم ولكن هذه العملية أرادها صاحب المحل وهو أجنبي وللعلم ربما كيس الحلوى الذي سألصق عليه هذه القيمة ربما يكون أصغر من هذا الكيس الذي اشتريته أنت بكثير يعني ليس به إلا حبيبات معدودة من الحلوى وهذا الأجنبي هو الذي طلب منا فعل ذلك وهو المشرف على حركة المحل فسألته هل هو مسلم ؟! فأجابني نعم إنه مسلم فقلت له وهل المسلم يتعامل هكذا مع خلق الله؟! بهذه الطريقة ؟! أليس هذا إبتزاز ؟! ثم قلت هذا الفعل لا يصح بل هو حرام يعني هل هذا الرجل يريد أن يكسب بأي طريقة تأتي او تخطر على باله ؟! لذلك أقول كان يجب على مؤسسة حماية المستهلك أن تتخذ إجراءات رقابية لمثل هذه المحال والمجمعات التجارية الكبيرة نعم كان من المفترض أن يتم تشديد الرقابة على حركة البيع والشراء فيها فنحن كمواطنين وكمرتادين لهذه المجمعات للتسوق منها ليست لدينا أبار تمتلئ بالملايين أو بالمئات من الريالات !.
نعم ليس لدينا سوى الراتب الشهري فقط فمنه نشتري الغذاء لنأكل ومنه ندفع فاتورة الماء ومنه ندفع فاتورة الكهرباء ومنه ندفع بنزين السيارة ومنه نشتري ملابسنا لذلك من أين لنا أن ندفع قيمة كيس حلوى به ثلاث شيكولاتات بقيمة خمسة ريالات وثمانمائة بيسة وهو منزوع من كيس سابق للحلوى من أين ؟! اليس هذا تلاعب بالقيمة الشرائية من قبل التاجر ضد المستهلك ؟! وهل العماني لا يعقل لمثل هذه الأمور أم ماذا ؟!.
إنني أطلب من حماية المستهلك وبصوت عالي أن تتحرك بإرسال فرقها في كل أرجاء عمان لتقف على هذه الحقيقة فالكسب المعقول يولد الشعور بالراحة النفسية بحيث تطمئن نفس البائع وتطمئن نفس المشتري على أحوالهما المالية فالبائع يكون سعيدا لأنه قد باع سلعته دون غش و بالحلال ! والمشتري سيخرج من عند البائع وهو مسرور عن قناعة ورضى بأنه قد إشترى بضاعته بأثمان معقولة أي عادلة في قيمتها الشرائية ليس بها غلاء فاحش ولا بها رخص يقلل من الشخصية التجارية للبائع اي دون أن يكون البائع عرضة للأبتزاز من قبل المشتري.
بقلم الأستاذ / فاضل بن سالمين الهدابي