كابول-وكالات: احتفل مقاتلو طالبان أمس بانتصارهم في أفغانستان بعد رحيل آخر الجنود الأميركيين ليلا ما ينهي حربا مدمرة استمرت عشرين عاما ويفتح فصلا جديدا في أفغانستان.ودوت الطلقات النارية ابتهاجا في أنحاء العاصمة الأفغانية كابول مع سيطرة مقاتلي طالبان على المطار قبل فجر أمس وأطلقت زخات من الرصاص في الهواء احتفالا بعد الإعلان عن الانسحاب النهائي للجيش الأمريكي الذي اعتبرته الحركة نجاحا “تاريخيا” بعد استعادتها السلطة في 15 اغسطس.
وأظهر مقطع مصور وزعته طالبان مقاتليها وهم يدخلون المطار بعد مغادرة آخر قوات أمريكية البلاد قبل منتصف الليل بدقيقة.
ونشرت وزارة الدفاع الأمريكية صورة التقطت بكاميرا مخصصة للرؤية الليلية تظهر آخر جندي أمريكي وهو يستقل آخر رحلة إجلاء من كابول، وهو الميجر جنرال كريس دوناهو قائد الفرقة 82 المنقولة جوا.
وأودت أطول حرب تشارك فيها الولايات المتحدة بحياة نحو 2500 جندي أمريكي وما يقدر بنحو 240 ألف أفغاني وبلغت تكلفتها حوالي تريليوني دولار.
ودخل الأمريكيون الى أفغانستان عام 2001 على رأس تحالف دولي لطرد حركة طالبان من السلطة بسبب رفضها تسليم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بعد هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة.
وصرح المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد للصحافيين أمس بعد ساعات من دخول الحركة المطار، “نهنئ أفغانستان .. إنه نصر لنا جميعًا”.
وأضاف أن “الهزيمة الأميركية درس كبير لغزاة آخرين ولأجيالنا في المستقبل .. إنه أيضا درس للعالم”. وقال “هذا يوم تاريخي، إنها لحظة تاريخية ونحن فخورون بها”.
وعلت صيحات الفرح أيضا في قندهار بجنوب أفغانستان، في قلب معقل اتنية الباشتون التي يتحدر منها عدد كبير من عناصر طالبان . ونزل أنصار طالبان الى شوارع ثاني مدن أفغانستان ليلا على متن شاحنات صغيرة او دراجات نارية.وردد رجال مسلحون يرتدون اللباس التقليدي الأفغاني “لقد هزمنا القوى العظمى. أفغانستان هي مقبرة القوى العظمى”.
وبعد أسبوعين من عمليات الإجلاء التي اتسمت بالفوضى، أقلعت آخر طائرة نقل عسكرية من طراز سي-17 من مطار كابول ليل الاثنين عند الساعة 19,29 بتوقيت جرينيتش كما أعلن الجنرال الأميركي كينيث ماكنزي رئيس مركز القيادة التي تشمل أفغانستان.وانتهى الانسحاب العسكري الأميركي بالتالي قبل 24 ساعة من الموعد الذي حدده الرئيس الأميركي جو بايدن .
وأقر البنتاغون بانه لم يتمكن من إخراج العدد الذي كان يرغب به من الأشخاص من أفغانستان. تم الانسحاب بشكل طارىء لان واشنطن لم تتوقع انهيار الجيش والحكومة الافغانيين بهذه السرعة ووصول طالبان الى السلطة بعد استيلائها على كل المدن الكبرى في عشرة أيام.
وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن واشطن ستساعد كل الأميركيين- يبقى هناك ما بين مئة ومئتين في البلاد- الراغبين في مغادرة أفغانستان.
وقال بلينكن إن الولايات المتحدة علقت وجودها الدبلوماسي في أفغانستان وستقوم بعملياتها انطلاقا من قطر، مضيفا أن واشنطن ستمضي “دون هوادة” في جهودها لمساعدة الأمريكيين والأفغان وآخرين على مغادرة افغانستان حتى بعد انسحاب قواتها منه.
وأضاف “بدأ فصل جديد من انخراط أمريكا في أفغانستان… سنواصل جهودنا الحثيثة لمساعدة الأمريكيين والأجانب والأفغان على مغادرة أفغانستان إذا اختاروا ذلك”.وأعلن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أن عدد المواطنين البريطانيين الباقين في أفغانستان بضع مئات، بعد إجلاء نحو خمسة آلاف.
وصباح أمس، أزالت سلطات طالبان كافة الحواجز المؤدية الى المطار باستثناء واحد. على الطريق، كان مقاتلوهم يبتسمون ويصافحون أيدي المارة والسائقين.وفي هذه الأثناء، تجري حركة طالبان محادثات مع تركيا لكي تتولى الشؤون اللوجستية للمطار لكنها تريد ان تتولى أمنه، ما قد يثني أنقرة عن القيام بذلك.وقال ذبيح الله مجاهد أمس”نريد علاقات جيدة مع الولايات المتحدة والعالم”.