فؤاد آلبوسعيدي
(١)
نفتقد لحظة البكاء..
لنتفقد الأضرار ونسجل ما لنا وما علينا،
لنخاطب بصمتٍ من تسبب لنا بالبكاء..
يا خليلي..
الهمُّ همِّي و الفرحُ فرحُك..
سعدُك اليوم مبتهجُ..
واليومُ و غداََ حُزني مكتئبُ..
بعدُك اليوم بلاءٌ نورُهُ يَسعدُ..
كأمواجُ البحر طاغية،
في شواطئنا ضعيفة تنكسرُ..
فأستودعكَ اليوم،
وبنورِ الرحمنُ تُحفظُ..
فغداََ تعودُ الذكرى والعِشرةُ تتجدَّدُ..
*********
(٢)
ويتوقف أنين البكاء..
فيتخلّٓل صمت النّواح ذكريات قُتِلت،
وأحلاماً أُجهِضت..
ربما قتلت الذكرى..
ونسيت العشرة..
ولكن..
لن تنحر أصابعي..
لن تمسح حروفي..
لن تمنع بوحي..
وسأبعث إليك رسولي،
يجمع الوِدُّ..
ويطلب رجوعي..
وسأسمعك بوحي وسطوري..
فلا أتجرّأ أمام أشواقي،
فحنيني إليك همٌّ وإغتراب..
**********
(٣)
الحبّ يبقى..
ويستمرّ الوِدّ..وخيوط المودّة تبقى كما هي،
قوية..صادقة..خالصة،
فمن أحزننا نُعيده ويعيدنا بوردةٍ في اليد..
إذا..
سأستقبلك بودِّ حديقة الزهور بين يديك..
سأَهديك باقة وَردٍ..
تمسح الحزن في عيناك..
وتسبقني نظراتي إليك كصقرٍ مجلجلٍ..
وتطويني نظراتك فيضحى بصري كخدّ مُحمّرِ..
وأصوغ لك أكاليلاً من الورد المحمّدي..
فلك تصفو الروح وتتزيّٓن..
وأكتب حروفي من العٓـدمِ أسراباً..
فالقلب يحنو وإليك بوحي يتكلمُ..
ولِرُكبِ الشَّوقِ المُعَطِّرِ أدعوك..
فالبِساطُ لك أحمرٌ وفي خطوِك مُجهّز..
ففي لَيلَةِ البَدرِ أعرِفُك..
وفي ظُلمةِ الدُّجَى كالقَمَرِ تَتجَمَّل..
ذاك عشقي يا مَحبُوبَتِي..
فلِـودّك بهاءٌ يَتَكَلَّمُ ولا يُتَكلَّمُِ..