قال صلى الله عليه وسلم:
«صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِى قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِى بَعْدَهُ»
أخرجه مسلم في صحيحه: 1162
يوم عرفة هو يوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويعد من أفضل الأيام عند المسلمين إذ أنه أحد أيام العشر من ذي الحجة. فيه يقف الحُجّاج على جبل عرفة حيث أن الوقوف بعرفة يعد أهم أركان الحج، ويقع جبل عرفة شرق مكة على الطريق الرابط بينها وبين الطائف بحوالي 22 كم، وعلى بعد 10 كيلومترات من مشعر منى و6 كيلو مترات من مزدلفة، وهو المشعر الوحيد الذي يقع خارج حدود الحرم.
هنالك خلاف بين العلماء وهو مشهور في مسألة رؤية أهل البلد الواحد هل تكون رؤية لجميع البلاد أم لا؟ وهذا الخلاف جار في جميع الشهور بما فيها ذو الحجة، والمفتى به عندنا هو اعتبار اختلاف المطالع، ومن ثم فإذا كانت البلد تعتمد في ثبوت دخول الشهر على الرؤية الشرعية فإن أهل البلد يعملون برؤيتهم ولو خالفت رؤية أهل مكة ولا حرج عليهم في ذلك على القول باعتبار اختلاف المطالع.
هذه فتوى سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي حول صيام يوم عرفه اذا اختلف التاريخ بين السلطنة والمملكة العربية السعودية الشقيقة
الســــــــؤال
فضيلة الشيخ البعض يزعم أن يوم الثامن من ذي الحجة في عمان يوافق معهم يوم عرفة ففي ذلك اليوم يستحب الصوم لمن أراد، ويوم التاسع في عمان يزعمون أنه يوم العيد وصومه حرام، تفضل علينا بالإفادة؟
الجـــــــــواب
ليس قولهم هذا بشيء، فإن هذه العبادات منوطة بالأهلة، لقوله تعالى ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ )(1)، وباختلاف الأهلة تختلف الأحكام بين بلدة وأخرى. والله أعلم.
(( الخلاصة يا إخواني, أن من أراد صوم يوم التاسع من ذي الحجة إتباعاً للسنة, فليصمه بحسب تاريخ البلد الذي هو فيه وليس بحسب تاريخ المملكة العربية السعودية )) والله اعلم.
وهذه فتوى الشيخ ابن عثيمين حسب ما وردت في التعليق على فتوى سماحة الشيخ الخليلي.
سئل الشيخ ابن عثيمين عما إذا اختلف يوم عرفة نتيجة لاختلاف المناطق المختلفة في مطالع الهلال فهل نصوم تبع رؤية البلد التي نحن فيها أم نصوم تبع رؤية الحرمين ؟
فأجاب فضيلته بقوله : هذا يبنى على اختلاف أهل العلم: هل الهلال واحد في الدنيا كلها أم هو يختلف باختلاف المطالع ؟
والصواب أنه يختلف باختلاف المطالع ، فمثلا إذا كان الهلال قد رؤي بمكة ، وكان هذا اليوم هو اليوم التاسع ، ورؤي في بلد آخر قبل مكة بيوم وكان يوم عرفة عندهم اليوم العاشر فإنه لا يجوز لهم أن يصوموا هذا اليوم لأنه يوم عيد ، وكذلك لو قدر أنه تأخرت الرؤية عن مكة وكان اليوم التاسع في مكة هو الثامن عندهم ، فإنهم يصومون يوم التاسع عندهم الموافق ليوم العاشر في مكة ، هذا هو القول الراجح ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا ) وهؤلاء الذين لم ير في جهتهم لم يكونوا يرونه ، وكما أن الناس بالإجماع يعتبرون طلوع الفجر وغروب الشمس في كل منطقة بحسبها ، فكذلك التوقيت الشهري يكون كالتوقيت اليومي . [ مجموع الفتاوى 20 ]
??الشيخ عبدالمحسن الزامل: كل قوم يتبعون رؤيتهم.
ونورد هنا تفسير قوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ﴾
السؤال: ما معنى قوله تعالى: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ [البقرة:189]
الجواب: يسألون عن الحكمة فيها، يسأل الناس عن الحكمة لماذا وجدت الأهلة؟ فأخبرهم جل وعلا أنها مواقيت للناس والحج، مواقيت يعرف بها الناس السنين والأعوام والحج هذه من الحكمة في خلقها، إذا هل الهلال عرف الناس دخول الشهر وخروج الشهر؛ فإذا كمل اثنا عشر شهرًا مضت السنة، وهكذا، ويعرف الناس بذلك حجهم وصومهم ومواقيت ديونهم وعِدد نسائهم، وغير ذلك من مصالحهم.
وهنا نذكر فتوى لشيخنا الجليل ومفتي عام السلطنة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي في اختلاف البلدان في مطالع هلال ذي الحجة وأثرها في حيازة فضل عرفة وتحريم صوم العيد
السؤال : فضيلة الشيخ البعض يزعم أن يوم الثامن من ذي الحجة في عمان يوافق معهم يوم عرفة ففي ذلك اليوم يستحب الصوم لمن أراد ، ويوم التاسع في عمان يزعمون أنه يوم العيد وصومه حرام ، تفضل علينا بالإفادة ؟
الجواب : ليس قولهم هذا بشيء ، فإن هذه العبادات منوطة بالأهلة ، لقوله تعالى {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ }البقرة:189] ، وباختلاف الأهلة تختلف الأحكام بين بلدة وأخرى . والله أعلم .
#عاشق_عمان