بريئةً كانت في واديها المقدس..
والفضا كان أطلالا للخريف.
صوتُ الحبِ في روحها أذانٌ يعلو..
فتتكسر الثلوج في صدرها..
ويتساقط الدمع الذي عنها قد تخلى..
ويبقى القلب عُشا للحنين.
…….
الديار التي سكنت شِعرها القديم.
ومواسمُ الأملِ التي زارتها في كل ركن للوجع.
ترانيمُ الأغنياتِ اللواتي عشِقنها..
نايات توضأت بدموعها -أنين-.
“راءُ” المدينةِ تسكن تحت المطرِ والعواصف والغيوم.
والكل يُسائل عن امرأة ..
رقصت لأجلها الفراشات.
-كلمات-
لحنٌ وقيثارة..
و”عرشُ الملكِ” تسقفه طيورُ الأغنيات.
كل -العصافير- التي شردتها الشواطئ..
تسكن وادينا الأمان.
في القلب كانت مذبحةٌ تئنُ..
وبقايا غنائم حزينة ..
والمدينة كلها خراب.
كانت الأحلام تختبئ في البرد من فرط الحنين.
والبحر كان يودع أسراره بين أجنحة اليمام.
والحزن يحاور على الرمل ضجر الصحراء.
والأفراح خاوية على عروشها..
والموتُ يرتدي ثوب العروس.
“راء” من فرات ..
يا بشرى الأمنياتِ التي نبتت وسط الرمادِ..
فبُعِثنا من جديد.
“راء” يا أمنيةَ الخلودِ والملجأ والملاذ.
من غيرُكَ كان ليملأ حيَّنا بالأمنيات؟!!
هذي هي وهذا المساء..
تطير في سمائِكَ ملحقةً ..
ويدُ النسيمِ تحمِلُها كريشةٍ أنيقة.
هذي هي “قَلبُ حُسينِ الناضجة” -وأنت تعلم كيف الكون يرفض نضوجها!!-
هذا هو التوت المعتق على الشاطئِ ينادي..
وستُ الحسن -كما أسميتها- هناك تنتظر..
ممسكةً بيدها كلُ أشجارِ الفل الذي يوما تمرد.
هذا موعدُ الخلودِ الحقيقي..
لحظةُ التقاءِ ساكنين على سفينة نوح.
وانفراط البوحِ واشتعاله حين تضع كعادتك “ياسمينة” بين خصلات شعرها الصفصاف.
هذي هي لحظة ارتقاءِ الروح في يقظة النجوم.
وارتباك الكون في اللقاء..
هذا هو المساء .. وأنت .. وهي ..
وسحابة الأمل تلوح مرفرفة.
اصطفت النجوم فجرا ..
ورسمت في السماءِ “خلودا للأبد”.
منال السيد حسن
كتابي “موطني”
#عاشق_عمان