لم نكن نظن بأن لكوفيد19 عودا آخر لكي يجتاح العالم مرة أخرى بعد كل الكوارث والمصائب التي أرهقت العالم بأسره ولم تستثني منه أحد قط! وبعد ذلك التصدي القوي الذي كان عنصرا مجابها لكورونا..فقد كانت هناك الأمصال أو الجرعات التي أخذها العالم البشري تفادياً للإصابة بذلك الوباء الغادر الذي أودى بحياة ملايين البشر في كل بلاد الدنيا!! وبعد كل الحملات الإعلامية على المستوى الدولي ، والتي كانت مفيدة وبدرجة ممتازة بكل صراحة وصدق – نعم فقد كانت تلك الحملات تتضمن التوعية الصحية ، وملخصات السلامة وطرق الوقاية من الإصابة بكورونا، والكيفية التي يتم خلالها التعايش مع حياة يشوبها الخوف من مستقبل قريب لايعلم أحداثه إلا الله سبحانه وتعالى فكان الإحساس العام لدينا جميعا وخصوصا المصابين – إذا نام تلكم الليلة هل سيتيقض من نومه في اليوم التالي؟!
وهذا الإحساس حدث جراء أحداث مفزعة حدثت لأخوة أعزاء ، وأحبة كرام .. كانوا معنا ففارقونا إلى الأبد!! بسبب الإصابة بكورونا والحذر من مجرد لقاء سريع بأخ شقيق لك أو قريب أو صديق تلتقيه صدفة في مكانٍ عام .. كالسوق ، أو الشارع ، أو شاطيئ البحر من مجرد الإقتراب منه أو لمسه .. خوفا من العدوى منه وكل واحد منكما يرتدي الكمام إتقاء التنفس الزفيري (إستنشاق الهواء) بينكما الذي تتناثر جزيئاته في الهواء أوحتى تطاير جزيئات اللعاب من أفواهكما أثناء تبادل الحديث في الهواء الطلق أيضا!! ناهيك عن الإنعزال التام لكل منا في البيت..فهناك صالة جلوس خالية من إجتماع الأسرة ، وهناك غرف قد غلّقت ابوابها على من فيها! وسفرة الطعام تم إقتسامها بين أهل البيت! ومواعيد الأفطار والغداء والعشاء تم تغييرها! فأصبحت الأمزجة مختلفة تماماً .. فحتى الشعور بالجوع أختلفت مواعيده عند الناس ففي الوقت الذي يجوع فيه أبي .. لا يعنيني لأنني لست بجائع فيه وإنما سآخذ أو سأتناول طعامي في وقتٍ آخر .. في وقت أشعر أنا بالجوع فيه! تلك أيام قد خلت ، وولت ، وذهبت! نتمنى أن يكون ذهابها إلى غير رجعة!!
إلا إننا في هذه الأيام نسمع عن وجود إصابات
كوروناوية ظهرت مجددًا حسب الأخبار المتداولة عبر وسائل التواصل الإجتماعي .. وبالتالي وبشكل شخصي أقول :
” العالم بأسره خاض التجربة عبرعامين متتاليين كانت له بمثابة أيام مواجهة عكسرية .. فعاش عيش الجنود في ميادين القتال! وأنا أُشبه مسئلة توقيت الخروج من وإلى البيت بصفارات الإنذار العسكرية “
فمتى يكون الخروج من الملاجيئ ومتى تكون العودة إلى الملاجيئ بمعنى :- أننا قد تأقلمنا مع أجواء كوفيد-19 وظروفه.. إضافة إلى ذلك..إننا مقبلين على فصل الشتاء الذي له إصاباته التي ربما يصاب بها الواحد مع حدوث تغيّر في الطقس كتلاشي الحر وذهابة ، وظهور البرد شيئا فشيئا ، والإهتمام بأدوات التدفئة في البيوت ، وإهتمام الناس بالشتاء ، والتجهيز له من حيث المأكل ، والمشرب ، والملبس .. فهذه الأمور كل منا يضعها في حسبانه! بعيداً عن أخبار التويتر والواتسآب والأنستجرام إلى آخر مسميات هذه الوسائل! لذلك .. إن كل ما نتمناه هو عدم التفاؤل بمجيئ كورونا مرة أخرى في فصل الشتاء، والخوض في كيفية ظهوره ، ومن أين سيأتي ، وإلى أين سيصل!! هذا الكلام .. إنه لغريبٌ عجيبٌ! وأناأتصور .. بأنه لايوجد عاقل في هذا العالم الفسيح يمني نفسه أو يتمنى عودة كورونا إلى هذه الحياة مرة أخرى! إلا إذا كان ذلك المتمني غير متزن فاقد لقواه العقلية!
ك.أ. فاضل بن سالمين الهدابي

