عواصم”وكالات”: تقرر أمس تمديد الاتفاق الذي يهدف إلى تخفيف نقص الغذاء العالمي من خلال تسهيل صادرات أوكرانيا الزراعية من موانئها الجنوبية على البحر الأسود وذلك لمدة 120 يوما على الرغم من أن موسكو قالت إن مطالبها لم يتم الوفاء بها بالكامل بعد.
ووفر الاتفاق، الذي تم التوصل إليه في البداية في يوليو، ممرا بحريا يحظى بالحماية بهدف التخفيف من نقص الغذاء العالمي من خلال السماح باستئناف الصادرات من ثلاثة موانئ في أوكرانيا وهي منتج رئيسي للحبوب والبذور الزيتية.
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمس باتفاق جميع الأطراف على مواصلة مبادرة الحبوب في البحر الأسود لتسهيل الإبحار الآمن لتصدير الحبوب والمواد الغذائية والأسمدة من أوكرانيا”.
وأضاف في بيان أن الأمم المتحدة “ملتزمة تماما بتذليل العقبات المتبقية أمام تصدير الأغذية والأسمدة من روسيا الاتحادية” وهو جزء من الاتفاق تعتبره موسكو أمرا بالغ الأهمية.
وأكدت وزارة الخارجية الروسية تمديد اتفاق حبوب البحر الأسود لمدة 120 يوما اعتبارا من 18 نوفمبر دون أي تغييرات على الاتفاق الساري.
وقال مصدران مطلعان على المناقشات إن تصدير الأمونيا الروسية عبر خط أنابيب إلى البحر الأسود لم يتم الاتفاق عليه بعد في إطار تجديد صفقة الحبوب. وأضاف أحد المصدرين أن روسيا ستواصل جهود استئناف تلك الصادرات. والأمونيا مكون مهم لتصنيع الأسمدة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في سبتمبر إنه لن يدعم فكرة استئناف صادرات الأمونيا الروسية عبر بلاده إلا إذا سلمت موسكو أسرى حرب وهو ما قوبل سريعا بالرفض من الكرملين.
وكتبت ريبيكا جرينسبان الأمينة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) على تويتر “تجديد مبادرة حبوب البحر الأسود يعد أنباء طيبة للأمن الغذائي العالمي والعالم النامي”، واصفة الخطوة بأنها “منارة للأمل”.وأضافت أن “حل أزمة الأسمدة يجب أن يأتي بعد ذلك”.
وجاء التمديد لمدة 120 يوما فقط وهو ما يقل عن تمديد لمدة عام سعت إليه كل من الأمم المتحدة وأوكرانيا. وقالت روسيا هذا الأسبوع إن المدة الحالية للاتفاق تبدو “منطقية”.
ولعب انخفاض الشحنات من أوكرانيا في أعقاب الغزو الروسي في فبراير دورا في أزمة أسعار الغذاء العالمية هذا العام، لكن كانت هناك أيضا عوامل مهمة أخرى بما في ذلك جائحة كوفيد-19 والصدمات المناخية المستمرة مثل الجفاف في كل من الأرجنتين والولايات المتحدة.
وتم شحن 11.1 مليون طن من المنتجات الزراعية منذ يوليو بموجب الاتفاق منها 4.5 مليون طن من الذرة و3.2 مليون طن من القمح.
وانخفضت أسعار القمح في مجلس شيكاجو للتجارة بعد ورود نبأ تمديد الاتفاق، وانخفضت العقود الآجلة القياسية اثنين بالمئة بينما تراجعت أسعار الذرة 1.3 بالمئة.
وقال متعامل فرنسي “يمثل هذا دافعا للانخفاض بالسوق لأنه يزيل الشكوك المتبقية ويجعل هناك اتجاها واضحا للأشهر الأربعة المقبلة”.
لكنه أضاف “مع ذلك، فإن حقيقة أن الأمر سيستمر لمدة أربعة أشهر فقط بدلا من العام الذي كانت أوكرانيا تطلبه يعني أن حالة الضبابية ستعود في غضون أربعة أشهر، مع تساؤل الناس عما إذا كانت روسيا ستوقع تمديدا أم لا”.
وأوكرانيا وروسيا من الدول الكبرى في العالم المصدرة للحبوب. وروسيا هي أكبر مصدر للقمح في العالم ومصدر كبير للأسمدة للأسواق العالمية.
ومنذ يوليو ، قالت موسكو مرارا إن شحناتها من الحبوب والأسمدة تشهد قيودا بسبب العقوبات الغربية على الرغم من أنها لم تكن هدفا مباشرا لتلك العقوبات لأنها جعلت من الأصعب على المصدرين تنفيذ المدفوعات أو الحصول على سفن واتفاقات تأمين.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن موسكو تفترض أن مخاوفها المتعلقة بظروف صادراتها ستؤخذ كاملة في الاعتبار في الأشهر المقبلة.
وأضافت “علمنا بجهود الأمانة العامة للأمم المتحدة المكثفة لتنفيذ التزاماتها في هذا الصدد والمعلومات التي تم تقديمها إلينا بشأن النتائج المؤقتة لإزالة العقبات أمام إمدادات الأسمدة والأغذية الروسية”.
وتابعت الوزارة قائلة “كل تلك الأمور يجب أن تحل خلال 120 يوما تم خلالها تمديد” الاتفاق.