خروج “حوالى نصف” شبكة الطاقة الأوكرانية عن الخدمة
أوربان : العقوبات الأوروبية ضد روسيا “خطوة نحو الحرب”
الكرملين: لا حديث حاليا عن قمة بين بوتين وبايدن
السويد: آثار لمتفجرات على خطي أنابيب نورد ستريم
عواصم “وكالات”: أعلن رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال أن “حوالى نصف” البنى التحتية المرتبطة بالطاقة في أوكرانيا “خرجت عن الخدمة” جراء سلسلة ضربات روسية استهدفتها منذ مطلع أكتوبر.
وقال في مؤتمر صحفي مشترك في كييف مع نائب رئيسة المفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس إن “حوالى نصف نظام الطاقة التابع لنا خرج عن الخدمة”، داعيا الاتحاد الأوربي الى تقديم “المزيد من الدعم” في مواجهة هذا الوضع.
وواصلت القوات الروسية اليوم هجماتها بالقذائف والصواريخ على مناطق مختلفة من أوكرانيا، واستهدف العديد منها البنية التحتية للطاقة، بينما استمر القتال العنيف في منطقتي لوجانسك ودونيتسك في شرق البلاد.
ومع بدء تساقط الثلوج في العاصمة كييف، قالت السلطات إنها تعمل على استعادة الطاقة على مستوى البلاد بعد أن أطلقت روسيا في وقت سابق هذا الأسبوع ما وصفته أوكرانيا بأنه أعنف قصف على البنية التحتية المدنية في الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر.
وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في خطاب بالفيديو مساء اليوم الخميس إن نحو 10 ملايين شخص يعيشون بلا كهرباء في بلد كان عدد سكانه قبل الحرب حوالي 44 مليون نسمة. وأضاف أن السلطات في بعض المناطق أمرت بقطع التيار الكهربائي في إطار إجراءات طارئة.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية اليوم الجمعة أن قواتها استخدمت أسلحة بعيدة المدى لضرب منشآت دفاعية وصناعية، من بينها “منشآت لتصنيع صواريخ”.
وقال الجيش الأوكراني إن قواته أسقطت في الساعات الأربع والعشرين الماضية صاروخين روسيين من طراز كروز وخمسة صواريخ أُطلقت من الجو وخمس طائرات مسيرة من طراز شاهد-136. ولم يتسن لرويترز التحقق من تقارير ساحة المعركة.
وحذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية في أوكرانيا هذا الشتاء بسبب نقص الكهرباء والمياه. ووصل فالديس دومبروفسكيس، أحد النواب الثلاثة لرئيسة المفوضية الأوروبية، إلى كييف اليوم الجمعة لبحث تقديم الاتحاد الأوروبي دعما ماليا طارئا لأوكرانيا في الأشهر المقبلة.
وكرر البابا فرنسيس دعوته باستعداد الفاتيكان لفعل أي شيء ممكن للمساعدة في إنهاء الصراع.
وقال لصحيفة لا ستامبا الإيطالية اليومية “يجب أن نكون جميعا دعاة سلام. الرغبة في السلام، وليس مجرد هدنة قد تؤدي فقط إلى إعادة التسلح. السلام الحقيقي الذي هو ثمرة الحوار”.
أزمة
ودفع الصراع في أوكرانيا علاقات روسيا مع الولايات المتحدة وحلفاء غربيين آخرين إلى أزمة عميقة.
وفي أول اتصال مباشر يُعلن عنه بين مسؤولين رفيعي المستوى من الولايات المتحدة وروسيا منذ الحرب في أوكرانيا، وجه رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه)، وليام بيرنز، رسالة تحذيرية هذا الأسبوع خلال المحادثات، التي جرت في العاصمة التركية أنقرة، بشأن العواقب التي ستواجهها موسكو حال إقدامها على أي استخدام للأسلحة النووية.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لنظيره الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية اليوم الجمعة إن محادثات أنقرة ساعدت في “الحد من التصعيد المنفلت على الأرض”. ودعا أردوغان مجددا إلى بذل جهود دبلوماسية لإنهاء الحرب.
وذكر نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف أن موسكو لا تستبعد عقد مزيد من الاجتماعات رفيعة المستوى مع الولايات المتحدة بشأن “الاستقرار الاستراتيجي”، وهو مصطلح يُستخدم ويعني الحد من مخاطر اندلاع حرب نووية.
لكن ريابكوف ذكر أيضا أنه لا يوجد شيء يمكن الحديث عنه مع واشنطن بشأن موضوع أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن عقد أي قمة بين بوتين والرئيس الأمريكي جو بايدن “غير وارد في الوقت الراهن”.
تحصين القرم
من جهة ثانية، أعلنت روسيا اليوم الجمعة أنها تقوم بأشغال تحصين في شبه جزيرة القرم التي ضمتها، بعد انسحاب جنودها من منطقة خيرسون الأوكرانية المجاورة في مواجهة هجوم مضاد.
وقال سيرغي أكسيونوف الحاكم الذي عيّنته موسكو بعد ضم شبه الجزيرة الأوكرانية في العام 2014، “نُشرف على أعمال التحصين على أراضي القرم من أجل ضمان سلامة سكانها”.
لكنه شدد على أنّ أمن شبه جزيرة القرم يتم “بشكل رئيسي من خلال الإجراءات التي ستُنفذ على أراضي منطقة خيرسون”، المتاخمة لشبه الجزيرة في جنوب أوكرانيا.
يأتي هذا الإعلان بعد انسحاب القوات الروسية على نحو مذل من المنطقة الأسبوع الماضي على أثر فشلها في احتواء هجوم مضاد شنّته القوات الأوكرانية التي يسلحها الغرب.
وسمح انسحاب الجنود الروس الذين غادروا مدينة خيرسون عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه، لقوات كييف من وضع أسلحتها في مواقع أقرب إلى شبه جزيرة القرم التي استُهدفت مرات عدة في الأشهر الأخيرة.
وفي اكتوبر دُمر جزئياً جسر القرم الذي يربط شبه الجزيرة بالأراضي الروسية ويسمح بنقل الامدادات للجنود الروس في أوكرانيا في هجوم نسبته موسكو إلى أوكرانيا وقالت إنه نجم عن انفجار شاحنة مفخخة.
“خطوة نحو الحرب”
من جهته، وصف رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان اليوم الجمعة عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا بأنها “خطوة نحو الحرب”، وضاعف انتقاداته لاستراتيجية بروكسل معتبراً أنها “خطيرة”.
وقال خلال مقابلته التقليدية مع إذاعة مقربة من الحكومة “كل من يتدخل اقتصادياً في نزاع عسكري يتخذ موقفاً”، وأكد “شيئًا فشيئًا، ننزلق نحو الحرب”، معرباً عن قلقه حيال تراكم الإجراءات المتخذة لمعاقبة روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا.
آثار لمتفجرات
وفي موضوع اخر، قال الادعاء السويدي اليوم الجمعة إن محققين عثروا على آثار لمتفجرات في موقع على خطوط أنابيب نورد ستريم أصابه دمار مما يؤكد أن الأمر ناجم عن وقوع تخريب كبير.
وتحقق السلطات السويدية والدنمركية في سبب أربع فجوات في خطي أنابيب نورد ستريم1 و2 اللذين يربطان بين روسيا وألمانيا عبر بحر البلطيق وأصبحا مركز توتر في أزمة أوكرانيا.
وقالت الدنمرك الشهر الماضي إن تحقيقا أوليا أظهر أن سبب تسريبات في الخطين هو انفجارات قوية.
وقال الادعاء العام السويدي في بيان “التحليل الذي أجري يظهر وجود آثار متفجرات على قطع كثيرة تم انتشالها”، وأضاف البيان “التحقيق معقد وشامل للغاية. وسيحدد التحقيق الجاري مدى إمكانية التعرف على أي مشتبه بهم”. ورفض مكتب الادعاء العام الإدلاء بتصريحات إضافية.
وقال علماء زلازل في الدنمرك والسويد من قبل إنهم سجلوا هزات في المنطقة المجاورة مباشرة للتسريبات وأن الإشارات لا تشبه إشارات الزلازل.
وقالت وزارة الدفاع الروسية الشهر الماضي إن أفرادا من البحرية البريطانية فجروا خطي الأنابيب، وهو اتهام قالت لندن إنه زائف ويهدف لصرف الانتباه عن الإخفاقات العسكرية الروسية في أوكرانيا.