حدث تاريخي تنظيم العرب مونديال عام ٢٠٢٢م في دوحة قطر توازت مع تاريخية أخرى سجلها الأخضر السعودي في افتتاحية مبارياته بفوز مستحق وجدير على منتخب الأرجنتين؛ أحد المنتخبات الكبار من أبطال العالم ومرشح لتحقيق لقب المونديال. هذا الفوز التاريخي الذي سجله الأشقاء في منتخبنا الأخضر السعودي بنتيجة ٢/١ هو ثمرة تخطيط رياضي سليم ووضع قاعدة رياضية من المرافق والمنشآت لبلوغ المستويات العالمية. كما أن الفوز بحدِّ ذاته لم يكن ليتحقق لولا وجود عدد من المقوِّمات التي بُني عليها الفوز ليقدم الأخضر السعودي درسًا كبيرًا في مونديال قطر، وهو أن كرة القدم لا تعرف إلا من يحافظ على مبادئ وعناصر الفوز، وبالفعل كان التوفيق حليفا للمنتخب السعودي بل للعرب في هذه المباراة التاريخية.
المنتخب السعودي أدخل الكرة العربية من الباب الواسع في المونديال العالمي، وهذا الفوز الكبير قدم جرعة معنوية كبيرة لممثِّلي العرب في المونديال العرب، وأكد أن الروح العالية والإرادة والعزيمة هي من المقوِّمات الأساسية لتحقيق النتائج المشرفة وحجز مكان بين الكبار، إضافة إلى العناصر الأخرى مثل الإعداد الفني والميداني الجيِّد مع تقديم الأداء بتركيز عالٍ ودقيق، كل تلك المقوِّمات وظفها أبناء الأخضر السعودي، وقدموا ملحمة رياضية وهدية تاريخية للعرب في ثالث أيام البطولة العالمية .
نبارك للأشقاء في المملكة العربية السعودية ونبارك لأنفسنا وجميع العرب بتحقيق هذا الفوز الكبير، آملين أن يدرك ممثِّلو العرب في المونديال بمن فيهم الأخضر السعودي أن العرب قادرون على تحقيق إنجازات متقدمة وشق الطريق نحو الأدوار القادمة في هذا المونديال، ولا يوجد كبير في عالم كرة القدم. فالأخضر الذي فاز على الأرجنتين قادر على الوصول إلى مستوى متقدم في المونديال وتحقيق النتائج المشرفة إذا ما تضافرت جميع عناصر الفوز، وفي مقدِّمتها الإرادة والعزيمة والثقة بالنفس التي نأمل أن يحافظ عليها الأخضر السعودي وبقية الأشقاء العرب في المونديال، وقد أكد الأخضر السعودي على مقولة: (الأرض بتتكلم عربي) وهذا الفوز يذكرنا بإنجازات سابقة للكرة السعودية أبرزها الفوز بكأس العالم للناشئين عام ١٩٨٩م والفوز بكأس أمم آسيا أعوام ١٩٨٤، ١٩٨٨، ١٩٩٦ وإنجازات أخرى على صعيد البطولات الخليجية وبطولات الأندية الآسيوية، هكذا عندما تمتلك التخطيط الرياضي السليم، وتوظيف العناصر المادية الأخرى لخدمة المشروع الرياضي للوصول إلى العالمية في مختلف الألعاب، وهو بلا شك تشريف للكرة العربية. ونؤكد أنه ليس بعيدا عن الأخضر السعودي تحقيق إنجاز آخر في هذا المونديال العربي الذي تستضيفه دولة قطر الشقيقة بعون الله، ولا ننسى أن منتخب كوريا حقق إنجازا للكرة الآسيوية في مونديال كوريا واليابان عام ٢٠٠٢م والمنتخبات العربية جديرة بتحقيق إنجاز آخر يسجل في تاريخ العرب .
نقول شكرا لنجوم الأخضر السعودي على هذا الفوز التاريخي على المنتخب الأرجنتيني.. نعم لقد أسعدتم العرب جميعا بهذا الفوز، ونسأل الله أن يكون فاتحة خير على تحقيق نتائج أهم في ميادين أخرى تضع العرب في خريطة الصدارة الدولية بعون الله .
خميس بن عبيد القطيطي