نيويورك “د.ب.أ”: بعض سكان نيويورك قد لا يعرفون ويلي زابار، ولكنهم على الأقل يعرفون الأطباق التي يقدمها مطعم جده الأكبر.
ففي أوائل القرن العشرين، هاجرت عائلته مما يعرف اليوم باسم أوكرانيا، إلى الولايات المتحدة وافتتحت مطعما يقدم أطباقا متنوعة في الحي الغربي الراقي بمانهاتن، وبذلك تم وضع الأسس التي قامت عليها إمبراطورية زبار الصغيرة.
وحقق مطعم العائلة والمتجر الملحق به شهرة عالمية، عندما تم بداخله تصوير لقاء بين توم هانكس وميج رايان، أثناء وقوفهما في طابور دفع ثمن الأطعمة، في الفيلم الكوميدي الرومانسي الأمريكي “”عندما تتلقى رسالة بالبريد الإليكتروني”، الذي عُرض عام 1998.
غير أن زحام الزبائن في المطعم والمتجر، لم يثن الكثير من المشاهير عن ارتياده، لشراء كميات من أسماك السالمون والأجبان والبن والمخبوزات والأطعمة ولوازم المطبخ من المتجر.
ومن ناحية أخرى يمكنك أن ترى العلامة البرتقالية رمز المطعم والمتجر، على الفناجين والمرايل والتيشيرتات وغيرها، بفضل نوع من التعاون مع علامة تجارية فاخرة للأزياء.
ويقول ويلي زابار وهو يجلس في مقهى مجاور للمتجر، “إنه متجر للأطعمة بشكل خاص، أسسته عائلة مهاجرة، ولكنه يلبي احتياجات الذوق الأوروبي الجمعي”.
ولا يزال مطعم ومتجر زابار نشاطا تجاريا عائليا، ويدير هذا النشاط جد ويلي وعم والده وكلاهما يناهز التسعين عاما من العمر، أما والد ويلي فهو يعمل بهذا النشاط منذ عقود، كما يعمل به ويلي وأشقاؤه الثلاثة من آن لآخر.
ويمضي ويلي الذي يبلغ من العمر 29 عاما، بضع ساعات في الأسبوع حاليا، للإشراف على ملفات التعريف على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمتجر، كما يشرف على نشرة صوتية دعائية عن نشاطه.
ويلي إنه لا يعمل متحدثا رسميا باسم شركة زابار العائلية، التي يعمل بها نحو 200 موظف، ولكنه أول شخص في العائلة يستخدم إمبراطوريتها الصغيرة كمادة في عمله كممثل كوميدي.
ويضيف “يقولون دائما أكتب عما تعرفه، ومعظم الكتابات الفكاهية تعد مجرد عمل، أما أنا وعملي وعائلتي فنرتبط بطريقة وثيقة أعتقد أنها مثيرة لاهتمام الناس، لأن معظمهم لا يعملون مع أسرهم”.
ويوضح ويلي قائلا “العمل بشكل وثيق مع الأقارب يمكن أن يثير مشاعر الإحباط، ومع ذلك فإنه مشوق جدا ورائع، وأعتقد أنه نشاط حيوي ومحبب، ويبدو أن الناس تستمتع بالسماع عنه”.
ويشير ويلي إلى أن اسم عائلته الذي يحمله لم يكن يمثل نقيصة، بل إنه في الواقع كان بمثابة عامل مساعد له في مجال المسرحيات الكوميدية بنيويورك.
وعندما يصعد على خشبة المسرح “في مدينة نيويورك، أو في أي مكان آخر به نسبة كبيرة من السكان اليهود”، فإن سماع اسم زابار يثير انتباه المتفرجين، ويقول ويلي “خاصة إذا صعدت على خشبة المسرح في وقت متأخر، أثناء عرض يستغرق وقتا طويلا، فإن المتفرجين يتجهون إلى النظر إلى هواتفهم أو عمل أي تصرف آخر. ولكن هناك الكثير من الناس تنتابهم حالة من المرح والحيوية عندما يسمعون اسم ويلي زابار.
ويضيف ويلي إنه كان مفتونا بإلقاء النكات عندما كان طفلا، ويوضح قائلا “كان أبواي يتمتعان بحس فكاهي مميز، وينطبق نفس الحال على أشقائي الثلاثة، وباعتباري الأخ الأصغر كنت أتنافس دوما مع أشقائي على جذب الأنظار، وفي حالة نجاحي في انتزاع ضحكة كبيرة كان ذلك يمثل فوزا كبيرا لي”.
وتابع ويلي مجال التمثيل في التلفاز والمسرح، وأيضا أثناء دراسته للفن السنيمائي، وحصل أخيرا على فرصة للتمثيل.
وهو يمارس فن التمثيل منذ خمسة أعوام، ونجح في المشاركة في عدد من العروض في دور المسرح الكبرى، وفي بعض وسائل الإعلام بنيويورك.
غير أن مجال التمثيل من الأنشطة الصعبة، وتعد مدينة نيويورك موقعا جذابا للمسرحيات الكوميدية في الولايات المتحدة، حيث تحفل بها مسارحها التي تستضيف أيضا كل ليلة عددا لا يحصى من العروض والحفلات الفنية. كما تستضيف المدينة من آن لآخر نجوما مثل آمي شومر وكريس روك وجيري سينفيلد وديف تشابل.
واعتاد المتفرجون في نيويورك على مشاهدة عروض رفيعة المستوى، وليس من السهل جعلهم يضحكون، وفي هذا الصدد يقول ويلي “سمع الناس الكثير من النكات، وبالتالي يتعين على الممثل الذي يريد جذب الانتباه أن يكون مبتكرا، وإلا فإنه سيقول نكتة سمعوها منذ يومين، وسيطلقون عليه وصف القرصان”.
وبالإضافة إلى الجمل الهزلية والكلمات التي يقصد بها المزاح حول النشاط التجاري لعائلته، ابتكر ويلي العديد من الشخصيات الخيالية، التي يؤديها على خشبة المسرح.
ويقول ويلي “هدفي الرئيسي يتمثل في أن أؤدي الأدوار كل ليلة على مسارح نيويورك المختلفة، ثم أقوم بالتمثيل في أماكن أخرى بالولايات المتحدة، وبعد ذلك يمتد طموحي إلى التمثيل في دول أخرى بشكل منتظم، هذا هو هدفي الأساسي”.