أن ما يدور في العالم العربي الراهن وما دار به في الماضي البعيد والقريب ما هو إلا تتابع وتنامي فكر أفسد البشر والحضارات ، وقام على التسبب في إنهيار أقوام وأباطرة ورهبان ونساك وأئمة جوامع ومساجد كانوا قدوة لغيرهم من الناس ، لم يكن ولم يزل اللواط هو وليد المجتمعات المعاصرة ، بل هو متأصل في البشرية منذ قوم لوط ، لكن انتشاره والمجاهرة به والنداء على إباحيته والسماح به في المجتمعات الغربية والعربية ، ما هو إلا تحقيق لوعيد الله بإنتهاء كوكب الأرض وإقتراب الحشر والبعث ، فهي آيات وعلامات ودلالات لقيام الساعة .
الشذوذ الجنسي أصبح هاجس يثير الناس على كثرة اختلاف مشاربهم الدينية والفكرية والإجتماعية ، وما يثير القلق في السنوات الأخيرة إنتشار الشذوذ الجنسي في الوطن العربي على بعد رقعته من عرضة وطوله أصبح هم يؤرق كل إنسان محافظ على مجتمعه وتماسكه من ذكرا وأنثى ، لقد غزى الشذوذ الجنسي المجتمعات العربية بشكل سريع وعلى نطاق وأسع ، فأخذ يتسع كما تتسع النار في الهشيم ، الأمر الذي يدرك البعض مردوده وتأثيره السلبي على الأمة العربية والإسلامية من مضار دينية ونفسية وفكرية واجتماعية ، فقد خرج بعض الشواذ المطالبين ومتحدين بهدم بعض الشرائع والقوانين التي تحرم حرية الممارسة الجنسية بين الذكر والذكر او بين الرجال والغلمان أو بين الرجل والمرأة من غير موضع الإتيان الحقيقي لها ، فنادوا بضرورة سن قوانين وتشريعات جديدة تخدم توجههم وشذوذهم ، وبأن يمارسون حياتهم وفق رؤيتهم ومبتغاهم دون محاسبة أو ملاحقات قانونية أو شرعية ، وللأسف الشديد فهناك حكومات ودول عربية أباحت وسمحت لهم بهذا الفعل وفق قانون وضعته وخصصته لهم ، وهنا يصبح الإنحراف عن السلوك الطبيعي الذي خُلق من أجله البشر في غير موضعه الحقيقي .
كثيرا من المدلولات في اللغة العربية ظهرت على طول التاريخ البشري العربي ومنها على سبيل المثال ( اللواط – المساحقة – جماع الأموات – فعل البهائم – المخنثون ) ، أما في الوقت الراهن فظهرت كذلك مسميات أخرى ( اللواط – أولاد الهوى – الشذوذ الجنسي – المثليين – المنحرفين – المنحرفين في السلوك لجنسي – الجنس الثالث ) وغيرها الكثير من المسميات لست على سبيل حصرها بهذا المقال ، كما جاءت مدلولات قرآنية في كتاب الله العزيز تؤكد على فعل أقوام وعقابهم الإلاهي فمثلا في سورة الأعراف ﴿ وَلُوطاً إِذ قَالَ لـِقَومِهِ أتَأتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِن أَحَدٍ مِّنَ العَالَمِينَ * إِنَّكُم لِتَأتُونَ الرِّجَالَ شَهوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ بَل أَنتُم قَومٌ مُّسرِفُونَ ﴾ ، اسماهم الله في سورة الأنبياء بأنهم قوم سوء فاسقين ، والفسق هو الخروج وتجاوز عن شرع الله وما أراد له ان يكون ﴿ وَلُوطاً آتَينَاهُ حُكماً وَعِلماً وَنَجَّينَاهُ مِنَ الـقَريَةِ الَّـتِي كَانَت تَّعمَلُ الخَبَائِثَ إِنَّهُم كَانُواْ قَومَ سوء ٍ فَاسِقِينَ ﴾ ، لذلك الجنس الثالث كل ما يفعلوه هو منكر وفساد عظيم لم يجعله الله تعالى ولم يكتبه عليهم ، فهم يخرجون عن مله الله في القول والفعل ، وما خلق الله الدبر إلا لقضاء الحاجة من الفضلات فهو مكان غير طاهر ولا مهيئ لهذا الفعل وجاء ذلك في سورة العنكبوت ﴿أَئِنَّكُم لـَتَأتُونَ الرِّجَالَ وَتَقطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأتُونَ فِي نَادِيكُمُ المُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَومِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ ائتِنَا بِعَذابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ رَبِّ انصُرنِي عَلَى الـقَومِ المُفسِدِينَ ﴾ ، وهذا الفساد والفعل القبيح من الذكور فيما بينهم يترتب عليه لعنه من الله وعذاب عظيم ، فعلى الحكومات والدول العربية والإسلامية خاصة لا تشجع على بروز مثل هذه الأفعال وعليها أن تجتثها من أصولها حتى تحمي الأمة والمجتمع من مغبة غضب الله ، كما على الدول والحكومات الا تلتفت إلى جمعيات حقوق الإنسان أو أي جمعيات تطالب بالاعتراف بهذه الأفعال والسماح بها تحت مسمى الحرية الشخصية ، فالإسلام جاء مقنن ومشرع ومنظم لكل جانب من جوانب حياة الذكر والأنثى ، ولم يترك شاردة أو وارده إلا جعل لها ميزان ومعيران حتى لا تفلت ولا تضيع أو تغيب ، فأفضل طريق وأفضل نظام هو الدين في كتاب الله وسنة نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام وليس المناداة بالحرية العفنة التي يطالب بها الكثير في المجتمعات المسلمة ﴿ وَلَمَّا جَاءَت رُسُلُنَا إِبرَاهِيمَ بِالبُشرَى قَالُواْ إِنَّا مُهلِكُواْ أَهلِ هَذِهِ الـقَريَةِ إِنَّ أَهلَهَا كَانُواْ ظَالِمِينَ ﴾ ، وقال تعالى ﴿ وَلَقَد رَاوَدُوهُ عَن ضَيفِهِ فَطَمَسنَا أَعيُنَهُم فَذُوقُواْ عَذَابِي وَ نُذُرِ ﴾ كما قال أيضا ﴿وَأَمطَرنَا عَلَيهِم مَّطَراً فَانظُر كَيفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُجرِمِين ﴾ .
لقد حاول الكثير في بلاد الغرب من الحصول على حمل حالة حال المرأة ودفع الكثير من المبالغ الطائلة حتى يغير جنسه من ذكر إلى أنثى ، فيصبح له مهبل ورحم ومخاض حاله حال الأنثى ، أول رجل حامل في بريطانيا يقول ويصرح بعد خوضه تجربة الحمل والولادة كمتحول جنسي .. أن حمل طفل مدة 9 أشهر كرجل كان “معركة كبيرة”، وأنه لن ينصح أي شخص بخوض هذه التجربة ، وهذا دليل بأن الله لم يهيئه في الأساس لهذا الشيء ، ولم يخلقه لهذا الغرض ، إنتشار هذا الفكر في الوسط العربي والإسلامي شيء يدعوا إلى الغرابة والتعجب ، كم أصبح المجاهرة به وكأنه أمرا عاديا مثله مثل أي شيئا مباح في الحياة ، علما أن اللواط حرم في كل الأديان والعبادات ، فلم يجيزه الله في كتاب دون أخر ولم يرحب به الكهنة والعباد في دار العبادات أو التيارات الدينية الأخرى ، فمنها على سبيل المثال اليهودية وما جاء في كتاب التوراة يعتبر شناعة يجب ان يعاقب عليها بالموت ” لا تضاجع ذكرا مضاجعة امرأة ، إنه رجس ” وكذلك ورد ايضا ” إذا اضطجع رجل مع ذكر اضطجاع امرأة فقد فعل كلاهما رجساً انهما يُقتَلان ، دمهما عليهما ” ، أما اليهود المتشددين في الوقت الحاضر فهم يحرمون على الشاذين جنسيا المراكز القيادية ويتم معاملتهم على إنهم مرضى نفسيين لا مكان لهم في الوسط اليهودي ولا إعتبار ولا منزله حسنة ، فهم يعاملون بإزدراء ، كما جاء في كتاب الأنجيل للنصرانية ” لا تضلوا ، لا زناة ، ولا عبدة أوثان ، ولا فاسقون ، ولا مأبونون ، ولا مضاجعو ذكور…. يرثون ملكوت الله ” ، اما الكنيسة الأرثوذكسية فقد أصرت وتشبثت بقرارها الصارم والصريح المدين لممارسة الشذوذ واعتبرته خطيئة وفعلا لا أخلاقيا ، وهي تعتقد بأن واجب الكنيسة هو السعي إلى إصلاح الشاذ عن طريق شفائه روحياً وجسدياً وليس مباركة ممارساته أو وإيجاد له قوانين لتشريعها .
إذا كانت كل الأديان والكتب السماوية والعقلانيون من الناس يحرمون ويجرمون هذا الفعل القبيح والمشين والذي يتعدى حدود الله وما خلق الله عليه من ذكر وأنثى فما بال من هم أوكل عليهم المحافظة على القيم والشريعة الغراء في السماح لتفشي الشواذ الجنسيين في الطرقات العامة ، أعلم أنني قد لم أتي بجديد ، لكن ما يغص به قلبي وصدري رؤية المحرامات بارزة ويتباها بها صاحبها دون خوف أو خجل في وسط العامة ، فيتبرج حاله حال المرأة ويرتدي الملابس الأنثوية ويسير في الشوارع ويركب السيارات ويمارس حياته اليومية بشكل طبيعي في المجتمع دون حسيب ورقيب ، وهذا بحد ذاته يخلق فينا ويعودنا على تجاوز الكثير حتى ننسلخ من الدين والعرف والعادات والتقاليد والعفة ، ونصبح مجتمعات عربية هجينة تستمد ظاهرها وباطنها من الدول الغربية ، فنصبح ونمسي مقلدين لغيرنا حتى في أصول الدين والمبادئ والأخلاق ، فنضمحل وتغيب ريحنا .
يعقوب بن راشد بن سالم السعدي
#عاشق_عمان