من المعروف أن الحوكمة هي نوع من النشاط تقوم به الإدارة لمتابعة سير العمل في المؤسسة أو الشركة أو غير ذلك، حيث تخرج هذه المتابعة بجرد تقييمي لأداء العاملين ومقدار جدارتهم وتفانيهم لصالح العمل، فما هي الحوكمة استناداً إلى التعاريف الأكثر شيوعاً؟
الحكومة تعني، تدعيم مراقبة نشاط المؤسسة ومتابعة مستوى أداء القائمين عليها، وهي أيضاً النشاط الذي تقوم به الإدارة، حيث تتعلق بالقرارات التي تحدد التوقعات، أو منح السلطة، أو التحقق من الأداء. وهي تتألف إما من عملية منفصلة أو من جزء محدد من عمليات الإدارة أو القيادة. وفي بعض الأحيان مجموعة من الناس تشكل حكومة لإدارة هذه العمليات والنظم.
وبالنظر إلى هذا النظام الذي أراه صارماً لجهة الخروج بنتائج مثالية، يتطلب إبداعاً خلّاقاً من القائمين عليه، ويجب على كل مؤسسة أن تمارس هذا النوع من النشاط خاصة في مجتمعاتنا العربية التي دائماً ما تعتمد على مراقبين أجانب على حساب الخبرات المحلية، إذ لا بأس بإرسال فِرق للخارج وعمل دورات ذات صلة، للمنفعة العامة، ومؤخراً ربما مع بداية القرن الواحد والعشرين، رأينا المئات من الشركات الناشئة التي نجحت وتطورت بفضل الإدارة وفريق العمل الناجح الذي خضع لدورات مكثفة أثبت من خلالها أنه قادر على اللحاق بركب الشركات العالمية.
وعند الحديث عن منظمة ما سواء كانت هادفة أو غير هادفة للربح، فإن الحوكمة تعني إدارة متسقة، وسياسات متماسكة، والتوجيه، والعمليات، واتخاذ القرارات في جزء معين من المسؤولية. على سبيل المثال، الإدارة على مستوى الشركات قد تنطوي على تطور السياسات المتعلقة بالخصوصية وعلى الاستثمار الداخلي وعلى استخدام البيانات.
أما من حيث التمييز بين الحوكمة والحكومة – “الحوكمة” هي ما تقوم به “الحكومة” من أنشطة. وهي قد تكون حكومة جغرافية – سياسية (دولة قومية)، أو شركات حكومية (كيان تجاري)، أو حكومة اجتماعية – سياسية (قبيلة، أسرة، الخ)، أو أي عدد من أنواع مختلفة من الحكومات. لكن الحوكمة هي الممارسة الحركية لسلطة الإدارة والسياسة، بالرغم أن الحكومة هي الأداة (بشكل إجمالي) التي تقوم بهذه الممارسة. كما يستخدم تجريدياً مصطلح الحكومة كمرادف لمصطلح الحوكمة، كما هو الحال في الشعار الكندي، «السلام والنظام والحكومة الجيدة».
وهناك أنواع للحوكمة منها، الحوكمة التعاونية، وحوكمة الشركات، وحوكمة مفتوحة المصدر، والحكومة الذكية والتشاركية وغير ذلك.
بالمحصلة، عندما يجتمع الاقتصاد مع العلوم السياسة والقانون، مما لا شك فيه بأن النتائج حتماً ستتحقق، فلطالما خسرت شركات لافتقارها إلى الإدارة المثالية، لذلك العمل اليوم يتطلب انتقاء فريق متخصص يمزج خبرة الحياة بالعلوم التي حصل عليها خلال مسيرة حياته، فالتجربة أثبتت أن ما من شيء مستحيل عندما تتوفر الإرادة ويتوفر التصميم على الوصول والنجاح، فلكل ناجح قصة بدأت بخطوة، ورحلة الألف ميل كما نعلم تبدأ بخطوة .
عبدالعزيز بن بدر القطان