امل بنت جميلة تلفت الانتباه أينما ذهبت بجمالها ورقتها وتواضعها ودلالها فأصبحت محط أنظار الشباب في العائلة بغض النظر عن النساء والفتيات الموجودات ،فهي وحيدة والديها ولقد اغدقا عليها كل الحب والحنان وادخلت في قلبيهما الفرح والسرور والبهجة والحبور..فخاف والديها عليها من أنظار الطامعين من الشباب المستهترين فقررا تزويجها من ابن عمها عادل الذي يكبرها بسنوات كثيرة ولكنه ذو أخلاق عالية وكريم الطباع لكنه قليل المال وهذا لا يقف حاجزا لأهل أمل فالمال لديهم كثير ووفير وكله سيذهب لابنتهم في اخر الأمر..فرحت امل كثيرا فهي تحب عادل حبا خفيا لا يعلم به سوى الله وحمدت الله وشكرت فضله ان سهل لها أمرها وقرب من تحب لأهلها.
في ليلة عرسها تحلت باجمل الملابس لتكون في عيني حبيبها حورية الأرض ولكنه لم يقربها بل لم ينظر إليها حتى بنظرة خاطفة تركها وحيدة في غرفتها لا تعرف ماذا تفعل ؟؟..لم تستطع أن تخبر احد فهو حبيبها وونيس قلبها، تحملت هجره فتركها سنة كاملة بدون ان يقربها او يمسها ولكنه امام الناس كان يعاملها بلطف وحنان ،طلبت منه تغيير جذري لغرفة نومها فهي لا ترتاح لذلك الديكورالقديم والأثاث المستعمل غيرت كل شيء،.حتى ملابسها وطريقة وضعها للمكياج وتفاجأت بزوجها ينظر إليها وكأنه يراها لأول مرة عروس جميلة …وكانت ليلة رائعة أنستها تلك الليله سنة كاملة من الهجران وعوضها بالكثير من الحب و الحنان ..اصبحت حياتها طبيعية مع زوجها..ولم تمر شهور حتى ظهرت عليها بوادر الحمل، كم كانت فرحتها كبيرة بذلك الخبر الذي طالما انتظرته بفارغ الصبر ليزيد حبها لزوجها وارتباطه باول طفل لهما، المولود كان ذكرا أسمته (علي ) لكنه كان معاقا من ذوي الاحتياجات الخاصة لا يمشي ولا يتكلم ،بكت أمل كثيرا ولكنها استرجعت قواها وتقبلت هدية الله لها فأخذته بلطافة وحنان وضمته خوفا عليه من غدر الزمان وكانت نعم الام والمربية رغم صغر سنها وحداثة ولادتها …مرت السنوات الخمس كأنها شريط مسرع امام عينيها واكتشفت حملها الجديد وهي بين خوف ورجاء ولكن الأمل بالله كبير، اصبحت في شهرها الثامن على مشارف الدخول في شهرها الاخير اختار الله ان يأخذ منها فلذه كبدها علي..حزنت كثيرا لفراقه فهو من علمها كيف تكون اما لا شبيهه بالأم ولكن ولادة عمار جعلتها تنسى الألم انشغلت به تأملته بلهفة كان سليما من كل مرض وعاهة..جميل ولكن علي كان اجمل في عينيها …
مرت السنين تركض مسرعة فها هو عمار في عمر الاربع سنوات ورزقها الله ب عدنان الذي ذكرها بعلي ابنها البكر فهو ايضا مقعد لا يستطيع الحركة بكت امل بكاء متواصل من الخوف ورغم حب عمار لأخيه عدنان الا انه دائما يسأل امه لما اخي لا يستطيع الحركة ..هو ليس كبقية الاطفال..اريده أن يلعب معي ،ان يركض معي ، . ولكنه لا يعرف كيف يلعب معه فعدنان مقعد لا يستطيع حتى الجلوس، وبعد مرور ثلاثة سنوات مات عدنان المريض فأعتصر قلب امل الما وحزنا لفراق ولديها ( علي وعدنان ) فهما من عطايا الرحمن فثبتت على الصبر وما من شيء الا وله حكمه من الله ، وبعد ان اصبح عمار في العشر سنوات رزقها الله بحمل جديد ..خافت امل كثيرا فماذا ستفعل ان كان مريضا كيف ستتحمل فراق طفل آخر..ولكن زوجها الحبيب وقف بجانبها وزادها ثقة بأمر الله وحكمته.وان جاء مريضا فهو عطاء من الله ورزق عليهم الشكر والحمد .فاكملت حملها وولدت بنتا صحيحة وجميلة سليمة من كل عاهه اسمتها دعاء ، حملها ابوها فرحا لابنه الصغير اللذي كان ينتظرها بشوق فاميرته الصغيرة وصلت لتنير لهم بيتهم الصغير…ودامت فرحتهم لعشر سنوات أخرى ولكن المرض الم بزوجها الحنون وشاء الله ان يأخذه لداره الدائم فبموت زوجها فقدت السند والقوة فقدت الحنان والأمان..فجفت عينيها من البكاء..وتذكرت قول الله : اني قريب فاستندت على ابنها بقوة وهي تقول : بعد الله انت السند وحضنت ابنتها الصغيرة التي كانت تصرخ وتبكي غير مصدقة موت أبيها …فقالت لها :ابوك ذهب لاخويك يا حبيبتي فانا لله وانا اليه راجعون.
و وداعا يا حبيب العمر….
هدى الزدجالية
#عاشق_عمان