رُحماك يا رباه أنت العاصمُ
من كل ما قد جاء أو هو قادمُ
يا من وهبت لنا الحياة جميلةً
رغم الكوارث حولنا تتفاقمُ
في خيرك الأيام تقبل نحونا
وينام في رُحمى يديك العالَمُ
نحيا على الأمل القوي سحائبا
وسماؤنا وجهٌ نضير باسمُ
متقدمين على طريق شائك
متفائلين ودهرنا متشاؤمُ
نأتي من الأنقاض أعظم قوة
يبقى البُناة بحيث يفنى الهادمُ
ننمو على الصحراء حقلا مزهرا
لمَ لا ونحن ببعضنا نتراحم
المشرقون وليلنا متطاول
والمبحرون وبحرنا متلاطم
إن كان ضيف السوء يأتي لحظةً
فالله رحمته جِوارٌ دائمُُ
تأتي النوائب كي تطهّر مذنبا
من رجسه وليستفيق النائم
لنعود نحو الله أطهرَ أنفسًا
آياته للسالكين معالمُ
يا أيها الإنسان، نفحةَ ربه
الكون طوع يديك أنت فيه الحاكم
ألقى به الرحمن نحوك سُخرةً
فعلام تخشاه وسيفك صارم
قم للحياة فأنت نبض فؤادها
ولأنت مجد بقائها المتعاظم
لا تنهزم بالنائبات فإنها
تأتي لتمضي، حين أنت تقاوم
العيد يأتينا وقلبك ملؤه
فرح وطفلك بالسعادة حالم
غدنا لنا آت بكل جماله
يأتي برحمته القضاء الحاسم
نم يا صديقي لا تخف لا تبتئس
إنّا عباد الله فهْو الراحم
تبقى لنا الدنيا جمالا سرمدا
قدرا بديعا قد قضاه العالِمُ
هلال بن سيــــف الشيادي