ليس للغجر أي عنوان.
طيلة حياتهم يعيشون دون عناوين.
عن من تبحث؟
كان سنتياغو الفلاح.
يسعى في إقناع خوان إستبان.
أن يتوقف عن البحث عن الغجر.
فهم يختلقون المتاعب.
ويشيعون الفوضى.
هي واحدة.
كان خوان إستبان يثني ملمحها.
وصوتها.
تقول الكلمات الرنانة.
وقلبها قلب ربانة.
سنتياغو الفلاح: إنك تبحث عن كليمانتينا.
تلك الغجرية اللئيمة.
إنها العذاب.
السراب.
ستجدها عند الطواحين.
تجلس قرابتها في يقين.
أنها تسافر معها.
في كل حين.
لكنها تجلب الغربان.
وتكسر الفزاعات.
إنها شيطانة.
تلدغ مثل ثعبانة.
ضحك خوان إستبان.
وتوغل في الحقل.
رأها مغمضة العينين.
وجسدها مستلقي.
على العشب الذهبي.
خوان إستبان: أين كنتِ؟
نطق الشوق المكتنز في عقله وقلبه.
إنها الغياب المستمر.
إنها المتأرجحة.
المتبدلة.
التي لا يُعلم لها من وصل.
إنها ذاك الفصل.
الربيع الخريف.
إنها الريح المحركة.
لجلموده.
وغيومه.
خوان إستبان: ألا تسلمين؟
كليمانتينا: هكذا هم الغجر لا يسلمون.
لماذا جئت إلى هنا؟
لست مهتمة في الذهاب.
والإياب.
خوان إستبان: لكننا لم نرحل بعد.
انتظري حتى يأتي أمر البلاط.
وأعدك أن أخذك معي.
إلى الرحلة والنجوى.
ستكونين بخير.
وستعجبك خوانتينا.
تلك السفينة الرصينة.
وستكونين هنية ورضية.
وسعيدة وبعيدة.
انتظري حتى ترين.
قوتي وجلمودي.
وتنطقين اسمي.
بفخر كبير.
وتعيشين الرغد والوعد.
الذي تحبين.
عادت لتغمض عينيها.
لم تعيره أي اهتمام.
لقد جاء هنا للفوز بالوسام.
وليكون رجل البلاط الأول.
وأنه هنا.
ليكمل المسير.
ويخبرها عن أحلك مصير.
هذا الكونكيستدور الكبير.
جاء ليتحايل ويتمايل.
حول صدقها.
ويُغيب وعده لها.
وأنه جاء ليستعين بها.
أمام البلاط.
ليرسلها كمرسال مغلف بالحيلة.
يبعثه لرجال البلاط الماكرين.
ويفضح الأحقاد القديمة.
وحالما يصل لغاياته ومراده.
ينجلي وجده لها.
كليمانتينا: لست مهتمة.
أن أكون مهرجًا.
يهرج لوهلة.
ويخبر بخيوط الدمى.
أسوأ دعابة.
ياللغرابة.
كنت اعتقد أنك رجل من رجال البلاط.
الماضين على أعظم سراط.
ألا تدرك بخت الفرص؟
وهل بعدها ستمطي نفس الفرس؟!
مُزنة المسافر