نجح فريقٌ جراحيٌ متخصّص بالمستشفى السُّلطاني في إجراء عملية استئصال الرئة اليُمنى وجزء من القصبة الهوائية (الجؤجؤ)، هي الأولى من نوعها في سلطنة عُمان ومن العمليات النادرة على مستوى العالم.
ووضّحت الدكتورة عزيزة بنت ناصر الرواحية استشارية جراحة الجهاز الهضمي العلوي والصدر بالمستشفى السُّلطاني لوكالة الأنباء العُمانية أنّ عملية استئصال الرئة إجراء جراحيٌّ كبيرٌ، كما أنّ جراحة ترميم القصبة الهوائية من الجراحات الدقيقة والمعقدّة وغير الشائعة مشيرة إلى أنّ العملية استغرقت ٨ إلى ٩ ساعات.
وقالت إنّ العملية أُجريت لمريضة كانت تُعاني من ورم سرطاني متمركز في القصبة الهوائية والشعب الهوائية الرئيسة للرئة اليُمنى، حيثُ شُخِصت عبر الأشعة المقطعية ومنظار القصبات الهوائية ومن ثمّ أُجريت فحوصات لاستبعاد انتشار السرطان بالإضافة إلى إجراء اختبارات لوظيفة الرئة للتأكد من أنّ المريضة قادرة على البقاء على الحياة برئة واحدة.
وأشارت إلى أنه تمّ عرض الحالة على مجلس أورام الصدر في المستشفى السُّلطاني وجرى اتخاذ قرار إجراء عملية الاستئصال كعلاج جذري للورم مؤكدة على أنّ المريضة وبعد إجراء العملية والمتابعة العلاجية تتمتع بصحة جيدة وغادرت المستشفى دون أيّ مضاعفات.
وحول التحدّيات التي واجهت الفريق الجراحي قالت الدكتورة عزيزة الرواحية إنّ ذلك تمثل في التحضير والتخطيط للعملية والتأكد من مأمونية الجراحة عن طريق إجراء مجموعة من الفحوصات لوظيفة القلب والرئة ومناقشتها مع المختصين للتأكد من أن المريضة قادرة على البقاء على قيد الحياة برئة واحدة.
وأضافت أنّ معدل الوفاة بهذا النوع مع العملية والتخدير يكون بنسبة ٦ بالمائة فيما يصل معدل الأخطار والمضاعفات ٥٠ بالمائة ولذلك كانت هناك جهود مبذولة من قِبل فريق جراحة الصدر في الفترة المحيطة بالجراحة للتأكد من سير العملية بسلاسة ومن سلامة المريضة وتعافيها دون حدوث أيّ مضاعفات.
وأفادت بأنّ مناقشة خيارات العلاج الجراحي مع المريضة والتعليمات قبل وبعد العملية لتهيئتها، وتفهّمها هذه الاجراءات ساعدت على تقليل القلق والضيق واستدعى عدة زيارات ومقابلات مع الطبيب الجراح بالإضافة إلى شرح العملية ومساعدة المريضة بعد العملية.
وأكّدت الدكتورة عزيزة الرواحية على أنّ إجراء هذه العملية النوعية سيفتح الباب لإجراء عمليات أخرى في قادم الوقت من خلال وجود تعاون وثيق بين فرق الجراحة والأشعة والتخدير والتمريض بالمستشفى السُّلطاني والعمل بخطط مدروسة للحفاظ على سلامة المريض أثناء العملية وبعدها ما يرفع درجة نجاح أيّ عملية.
من جانبه قال الدكتور إسحاق بن سعيد العامري استشاري تخدير جراحات القلب والصدر بالمستشفى السُّلطاني إنّ دور تخدير جراحات القلب والصدر يكمن في تقديم الرعاية الطبية المكثفة قبل الجراحة وأثناءها وبعدها من خلال التعامل مع فسيولوجية القلب والرئة والقيام بالتدبير المناسب الدقيق عند عدم استقرار الدورة الدموية أو هبوط التنفس بالإضافة إلى تسكين وعلاج الألم.
ويحرص المستشفى السُّلطاني على توفير أفضل رعاية صحية متخصّصة تستند على أحدث ما توصلت إليها التكنولوجيا الطبية والعلاجية في العالم تحت إشراف نخبة من الأطباء والجراحين ذوي المهارات والكفاءات العالية.
يُذكر أنّ وحدة جراحة الصدر بالمستشفى السُّلطاني ومنذ إطلاقها في فبراير الماضي قامت بعددٍ من العمليات الجراحية المعقدّة لمرضى يعانون من أورام سرطانية عبر أحدث التقنيات العلاجية الأمر الذي انعكس إيجابًا على مستوى الخدمات المقدمة من قِبل المستشفى.