تابعتُ الحوار الإعلامي لقناة “فوكس نيوز” الأمريكية مع ولي العهد السعودي صاحب السُّمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وقد شاهد الحوار- أو على أقل تقدير- عشرات الآلاف (إن لم يكن ملايين) من المهتمين بالشأن السعودي.
ومما لفت انتباهي في هذا اللقاء تصريح سُّموه بالقول إنَّ “المملكة العربية السعودية أعظم قصة نجاح في القرن الـ21” وقال سموه في اللقاء مع قناة فوكس نيوز: “نعمل على قدم وساق على إصلاح بعض القوانين باستمرار لكي تكون المملكة من أقوى اقتصادات العالم”. هذا التصريح لسموه لم يأتِ من فراغ؛ بل بناءً على خطة ورؤية طموحة للنهوض بالمملكة لتكون في مقدمة الركب. أسوق هذه المقدمة في مقالي متزامناً بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية الشقيقة وتستحق المملكة أن نتحدث عن رؤيتها الطموحة وتطورها المستمر في مختلف المجالات. وفي هذا السياق، يمكن تسليط الضوء على العلاقة المميزة التي تربط بين سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية، والتعاون المشترك بين البلدين في هذا العهد الزاهر بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- حفظهما الله.
اليوم وأشقاؤنا بالمملكة يحتفلون باليوم الوطني الـ93 لا يسعنا إلا أن نشاركهم هذا النجاح ونرى المملكة تشق طريقها بتحقيق رؤية طموحة تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتنويع مصادر الدخل وتحسين جودة الحياة لمواطنيها. حيث تعتبر رؤية المملكة 2030 واحدة من أبرز المبادرات الاستراتيجية التي تهدف إلى تحقيق هذه الأهداف. تركز الرؤية على تطوير القطاعات غير النفطية مثل السياحة والثقافة والصناعة والترفيه وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتعزيز الابتكار والاستثمارات.
من ناحية أخرى، ونحن في السلطنة نشارك الأشقاء في المملكة الاحتفال بيومهم الوطني لابُد أن نشير إلى نمو العلاقات التي تربط بين سلطنة عمان والسعودية، خاصةً في السنوات القليلة الماضية والتي تميزت بالتعاون الوثيق والشراكة والخطط الاستراتيجية في مختلف المجالات؛ حيث يتمتع البلدان بروابط تاريخية وثقافية واقتصادية قوية، وتعزز هذه الروابط التفاهم والتعاون المشترك في العديد من المجالات، بما في ذلك الاقتصاد والتجارة والثقافة والتعليم والسياحة.
على سبيل المثال، تمتلك سلطنة عمان والسعودية علاقات تجارية مزدهرة؛ حيث يتبادل البلدان السلع والخدمات والاستثمارات، كما تشهد العلاقات الثقافية تبادلًا نشطًا في المجالات الفنية والأدبية والتراثية؛ إذ يتم تنظيم المعارض والمهرجانات المشتركة لتعزيز التبادل الثقافي.
إضافة إلى ذلك، تعزز عُمان والسعودية التعاون في المجال الأمني والدفاعي؛ حيث يعمل البلدان سويًا للحفاظ على الاستقرار الإقليمي ومكافحة التهديدات الأمنية.
في الختام.. يُمكن القول إنَّ المملكة العربية السعودية تسعى جاهدة لتحقيق رؤيتها الطموحة للتنمية المستدامة، وتعمل على تعزيز العلاقات مع دول العالم؛ وفي المقدمة سلطنة عُمان، من أجل تحقيق التعاون المشترك والتنمية المتبادلة في مختلف المجالات.
حمود بن علي الطوقي