حريٌ بنا أن نعيَّ جيداً أن الأوضاع الأمنية لم تعد كما كانت من قبل هذه الآونة التي نعيشها اليوم، حيث عمَّ الأمن والأمان، خلال حقب زمنية مختلفة الأطوار تباينت فيها مستويات الأمان صعوداً وهبوطاً..
ومع التأكيد على أن الوضع الأمني في بلادنا العزيزة عمان لا يزال مستتباً وآمناً إلى درجة مرضية رغم وقوع جرائم متعددة، ومختلفة التصنيف، وليس آخرها جريمة مقتل شاب بولاية الرستاق ومن قبلها مقتل أحد المشايخ بعد اختطافه من بيته وتعذيبه وتشويه جسده وإلقاءه في أحد الأودية في سابقة عجيبة وغير مألوفة في المجتمع العماني ..
بالإضافة إلى الكثير من الجرائم البشعة التي وقعت في الفترات الماضية والتي لا يتسع المجال لسردها الشيء الذي يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن النزعة الإجرامية آخذة في النمو والزيادة والاضطراد ، بفعل ضعف الوازع الديني في المقام الأول، وسوء التربية، وخساسة الرفقة، والبطالة والفقر، والأمراض النفسية..وغيرها.
ومن هذا المنطلق بات علينا بعد لزوم التوكل على الله الذي هو أساس كل شيء.. أن نأخذ بالأسباب والتدابير الأمنية والاحترازية اللازمة أثناء تعايشنا مع مختلف مناحي الحياة المعاصرة.. وفي هذا أود أن أطرح بعض النصائح الإرشادية التي أراها من وجهة نظري الشخصية تتوافق كثيراً مع المتغيرات العصرية، وهي :
- تعظيم مخافة الله في كل الأفعال والأقوال، والتحصن بالاستغفار والأذكار.
- تنشئة الأبناء على طاعة الله ورسوله، وتعليمهم المبادئ والقيم الأصيلة، وزرعها في نفوسهم بواسطة البيت والمدرسة والمجتمع .
- الابتعاد عن مواطن الشبهات ومستنقعات الرذيلة، ومزابل المخدرات والخمور، وبائعات الهوى، وسائر المحرمات.
- اختيار الرفقة الصالحة المعينة على الخير والرشاد والصلاح.
- الابتعاد عن الفردية في الأسفار، أكان ذلك داخل أو خارج السلطنة، ومقتل الملحق الإعلامي العماني مؤخراً خارج البلاد درس لا ينسى .
- أخذ أقصى التدابير والاحتياطات لحماية النفس والمال، لا سيما عند الحاجة إلى سحب أموال من البنوك وأماكن أجهزة الصرف الآلي، خاصة في الأوقات المتأخرة من الليل.
- عدم المغامرة بالدخول في صفقات تجارية مشبوهة، بما فيها غسيل الأموال الرائجة في هذا الزمان .
- عدم المغامرة بشراء عقارات من خارج السلطنة، خاصة من الدول غير المستقرة والتي تعاني من اضطرابات أمنية.
- وضع حماية آمنة للممتلكيات والأموال.
- تجنب وضع المركبة مفتوحة وفي وضع التشغيل، حتى وإن كان بداخلها أحد، يتوجب عليه غلقها من الداخل وخاصة النساء.
- مراقبة الأبناء، وعدم الزج بهم أو السماح لهم بالعمل مع الذئاب البشرية المفترسة، مهما كانت الحاجة والمغريات، وجريمة الرستاق الأخيرة مليئة بالدروس والعبر.
- وجوب تركيب كاميرات كاشفة لمراقبة المنزل، فقد أثبتت جدواها الأمني في الكشف عن الكثير من الجرائم.
- علينا أن لا نتكل دائماً على وجود الأمن والأمان فهما وإن كانا موجودان إلا أنهما لن يكونا على الدوام بنفس الوتيرة ، وقد نحرم منهما بفعل ما تكسبه أيدينا.
وخاتمة القول أن العالم من أقصاه إلى أقصاه يعيش حالات عسرة من القلاقل والاضطرابات بسبب سوء منهجية الإدارة القطبية التي يدار بها، وعلينا التهيؤ للأسوء القادم، مع وجوب تجويد وتطوير الجاهزية للأجهزة الأمنية للتعامل مع هذه التحولات الجرمية ، والله خير الحافظين.
مسهريات يكتبها ناصر بن مسهر العلوي
الأحد ١٥ ربيع الأول ١٤٤٥
الموافق ١ أكتوبر ٢٠٢٣ م