إن استبسال المقاومة الفلسطينية في أضخم عمل عسكري على الإطلاق، سيكون نقطة تحول كبيرة سيغير معه شكل المنطقة، ليتبين أن الكيان الصهيوني جيشاً وشعباً وحكومةً “أوهن من بيت العنكبوت”، لقد خططت المقاومة ونظمت العمل وانطلقت في مسيرة على طريق القدس وعلى طريق تحرير المسجد الأقصى المبارك، (إن ينصركم الله فلا غالب لكم).
وحول الخطاب المنتظر، وكغيري من الناس، استمعت إلى خطاب الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، حول الأوضاع في قطاع غزة، خاصة وأن الكثير كان يتوقع تصعيداً يصل إلى الدخول في حرب مفتوحة قد تتوسع لتكون شاملة، لكن كان لي رؤيتي الخاصة وبموجب ما استشفيت من هذا الخطاب، أصابت توقعاتي وفق متابعتي الدقيقة لهذا الملف وعموم المنطقة.
بالتالي، يجب على الجمهور العربي والإسلامي أن يعلم جيداً، أن وضع لبنان عدا عن الأزمة الاقتصادية والفراغ السياسي الذي يمر به، وضعه حسّاس ومعقد لجهة كثرة اللاعبين وولاءاتهم الإقليمية والدولية، فكثرة الأحزاب فيه لا تعني أنها مخولة لشن حرب أو خوضها لأن هذا يحتاج بالدرجة الأولى إلى قرار رئاسي وحكومي، وبالنظر إلى عدم وجود رئيس في لبنان، فإن الحزب لا يمكن أن يفتح جبهة دون الحصول على موافقات الجميع لكن لوجود خصومة بين التشكيلات الحزبية في لبنان فهذا مستحيل، خاصة وأن أي حدث سيحمّلون الحزب مسؤولية أي تطور.
لكن من غير المنصف أن نلغي دور المقاومة الإسلامية في لبنان وبطولاتها المستمرة، وفقدها لعشرات الشهداء على طريق القدس، ودورها في دعم أشقائها في المقاومة الفلسطينية، فالتعويل عليهم من قبل البعض هو ظلم لهم، لأنهم يعملون ما يقومون به وفق المتاح وبحسب الظروف السياسية المحيطة عموماً في لبنان، فلا أحد يحمّل أحد أي مسؤولية، بالتالي، خرج الأمين العام بخطاب واحد وبصرف النظر عن الخُطب والإعلانات الترويجية لمضمون الخطاب من قبل البعض الكثير، لكن لم يخرج ويتوعد كبعض الحكومات وينسحب بل تكلم وفق المتاح وضمن المعطيات السياسية والعسكرية وهو رئيس حزب لا رئيس دولة ويجب التفريق بين الأمرين خاصة وأن للحزب تمثيل برلماني قوي وحقائب وزارية، فكل هذا وضع في عين الاعتبار، منعاً للمزايدين، سواء اتفقت معه أم اختلفت، حقائق يجب أن يتم توضيحها بشكل لا لبس فيه.
وبناءً على ذلك، توقعت قبل الخطاب أن تبقى جبهة الشمال هادئة نسبياً وتصب في مسألة التخفيف عن قطاع غزة، وهذا توقع، أما موقفي الشخصي، أن ما من أحد يقبل أن تُطحن غزة كما بحدث معها ويبقى متفرجاً، لذلك دائماً يراعي الجميع مصالحه وهذا حق مشروع، بالتالي، إن نهاية العربدة الصهيونية وكل ما سيلي سيجل نصراً لحركة حماس وكتائب عز الدين القسام والمقاومة الفلسطينية، فالطريق إلى القدس يمر عبر الشهداء والأبطال المرابطين والمقاومة الفلسطينية قالت كلمتها وخطت خطواتها تحو تحرير الأقصى من خلال طوفانٍ أذهل العالم أجمع، وأجزم أن عملية طوفان الأقصى ستُدرس لسنوات إن لم يكن لعقود، فمقارنة صغيرة بين آلة الهمجية الصهيونية وأسلحة المقاومة تؤكد مرة جديدة أن الله مع الحق وفلسطين أرض الحق والخير والسلام وهي عربية ولن تكون إلا عربية ولتسقط كل المشاريع الغربية وفي مقدمتها الصهيونية.
عبد العزيز بدر القطان