تتجلى آيات الكتاب العزيز كما لم تتجلَ من قبل، وذلك أن الواقع أصبح ينطق بها ويصدقها، ورأينا من استثمار السياق الوقوف على هذه التجليات والاستفادة منها.. وها نحن نبدأ بأولها… نسأل الله التوفيق ونصر عباده المجاهدين في أرض الرباط فلسطين عامة وفي غزة خاصة..
تجليات قرآنية – ١
مِنۡ أَجۡلِ ذَٰلِكَ كَتَبۡنَا عَلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ أَنَّهُۥ مَن قَتَلَ نَفۡسَۢا بِغَيۡرِ نَفۡسٍ أَوۡ فَسَادٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعٗا وَمَنۡ أَحۡيَاهَا فَكَأَنَّمَآ أَحۡيَا ٱلنَّاسَ جَمِيعٗاۚ وَلَقَدۡ جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرٗا مِّنۡهُم بَعۡدَ ذَٰلِكَ فِي ٱلۡأَرۡضِ لَمُسۡرِفُونَ (٣٢) المائدة..
(ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون).. الإسراف هنا في القتل من قبلهم.. ونحن نرى تجلي هذا الإسراف في القتل من أمثلة فقط أخيرة اليوم فاترك ما سبق :
- إبادة أسر بأكملها وكان اخرها ٧٢ فردا من أسرة واحدة اليوم (مرفق مثال)
- دهس الناس أحياء في خيمهم وهرسهم وتكسير عظامهم تحت خيم نزوحهم داخل المستشفى كما هو خبر مستشفى كمال عدوان اليوم، فضلا عن الأطباء والمرضى
- قتل كل إنسان يتحرك ولو كان يرفع يديه دون ملابس براية بيضاء فوق رأسه، بل ولو كان يتكلم لغتهم ويرجوهم، كما كان خبر الثلاثة الأسرى من أسراهم اليوم، والذين قد تكون المقاومة أطلقتهم، تكتيكيا، وقد علمت الحركة أنهم ستقتلهم آلة القتل الصهيونية، لتكون حجة عليهم وحربا نفسية تنهشهم، ومزيد سواد وجه لهم وإحراج أمام الرأي العام العالمي، عندما يقتلهم جيشهم وهم رافعون الراية البيضاء، فأجهزوا على اثنين وطاردوا الثالث وقتلوه وهو يختبئ في بناية من القتل، ولم ينفع استغاثته ولسانه وادعاؤه أنه منهم، فكيف بأهل فلسطين ذاتهم مع هذه العصابة الوحشية المجرمة النازية الفاشية..
هذا هو الإسراف الذي عناه الله في آيته، والتي فيها وجه الأمر لبني إسرائيل ذاتهم، فصدق الله العظيم.. (ثم إن كثيرا منهم في الأرض لمسرفون)
اللهم إن عدوك وعدو الإنسانية والعالمين من الصهاينة المجرمين في فلسطين والعالم قد طغوا طغيان فرعون، وفسقوا فسوق قوم لوط، وتجبروا تجبر قوم نوح وصالح وثمود، وأكلوا أموال الناس ظلما وعدوانا أكل قوم شعيب، اللهم فإنهم قد جمعوا خبائث الأمم البائدة كلها فعجِّل ربنا بفنائهم، واقلب العالم جميعه عليهم، وشردهم وأذلهم، واشف صدورنا يا رب العالمين بتحرير فلسطين والقدس تحريرا كاملا من البحر إلى النهر.. وطهر أرض العرب والمسلمين من المتصهينين والمرتدين والأتاتوركيين الجدد يا رب العالمين.. واكتب عليهم الخزي والذل والعار… وأذهب غيظ قلوبك المؤمنين المظلومين بالانتقام منهم يا رب العالمين..
عبد الحميد بن حميد الجامعي
السبت
٢ جمادى الآخرة ٢٠٢٣ م
١٦ ديسمبر ٢٠٢٣ م