الأموات تُقتل مرتين!
إن ما سطرته المقاومة الإسلامية منذ 7 أكتوبر ولغاية اليوم وضع جيش الكيان الصهيوني (الذي لا يُقهر) في موقف حرج جداً، فقد أجاد المقاومون الفلسطينيون بإرباكه وتدمير اقتصاده وتهجير سكانه، كما فعل بهم منذ 75 عاماً.
وعلى مقربة من فلسطين المحتلة، يُراد للبنان عيش نفس السيناريو، في محاولة لجره بثقله للصراع الدائر ومن ثم التدخل الغربي عموماً والإجهاز على لبنان.
لكن الإجرام الصهيوني لا يتعلق فقط بالقنابل المحرمة دولياً ولا بمخالفة الشرائع السماوية والقوانين الدولية، الجرائم تتعمد الإبادة الجماعية لإفراغ فلسطين من الفلسطينيين وهذا واضح للجميع، لكن أن تستهدف مواكب العزاء كما حدث اليوم في جنوب لبنان، فهذه تُضاف إلى سجل الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق كل مقاوم سواء في جنوب لبنان أو فلسطين أو في أي مكان.
بالتالي، يعمل الكيان الصهيوني على محاولة جر المقاومة الإسلامية في لبنان لتوسيع الصراع والدخول المباشر في الحرب لإشغال الداخل اللبناني مع نفسه من خلال تحريك عملاء الداخل، وكأنه لا يكفيه ما تعاني منه لبنان من فراغ سياسي ووضع اقتصادي صعب والآن حرب مستعرة على حدوده وهو جزء منها لكن بطريقته مراعاةً للأفرقاء الآخرين الذين لا يريدون توسع الحرب طبعاً بطلب من حلفائهم سواء الإقليميين أو الدوليين.
وهنا الكيان الصهيوني لا يحترم حرمة الموت ولا الأموات، فخلال تشييع أحد شهداء المقاومة، سقط صاروخ “إسرائيلي” على بعد أمتار قليلة من موكب التشييع، ما يؤكد مجدداً أن المعاهدات والمواثيق الدولية والاتفاقيات لا توقف جرائم الكيان الصهيوني الذي يستهدف الكوادر الإعلامية والصحية والمستشفيات والمدنيين والآن يستهدف الأموات ليقتلهم مرتين فهل يوجد من هو أدنى أخلاقاً منهم؟
فهذه رسالتنا المتواضعة لتصل إلى كل العالم، ليروا من يدعمون مجرد كيان مجرم يتبنى شعار الهمجية والوحشية بكل معانيها، فهذه هي “إسرائيل” ولا أسف على كل ما يحصل لها.
وأعان الله تبارك وتعالى فلسطين ولبنان على هذه الهجمات الكبيرة، فاستهداف هذا الموكب لا يمكن أن يكون عير مقصود، بل مقصود وعن عمد، لذا إن هذا الكيان المارق “غدة سرطانية” يجب استئصالها عن طريق تضافر الجهود ووحدة جبهتنا الداخلية، جبهة المقاومة بكل فصائلها وعناصرها ضد العدوان الصهيوني على أمتنا العربية والإسلامية.
عبد العزيز بدر حمد القطان.