ليفخَرِ السٌيفُ، أو فليفخَرِ القَلَم
فقد سما بهما الإعلامُ والعَلَم
واستَيقَظت من رؤى الماضي مناقِبُه
وازيَّنَت بِسناه الشُّمُّ والشِّيَمُ
وقال قولتَه التٌاريخُ خافِقةً
راياتُه، وهيَ بالعيُوقِ تصطَدِمُ
حتى كأنّ بنا من زَهوِهِ فَلَقٌ
تُغرى بهِ في سماواتِ العلى السِّيمُ
ما زال بالأرض زهوٌ من أعنّتِها
ولم تزلْ بهواها الخيلُ تقتحِمُ
فلا جديدَ لما أسمعتَ من خطرٍ
وإنَّما هوَ ما قد أوحت القِيَمُ
نبضُ القرونِ، وميراث النجوم فلا
تَعجَب إذا سطعت من ضَوئهِ النُّجُمُ
فيم المِراءُ، وما كانت عُمانُ سوى
تلك التٌي قدَّرت أمجادَها الأممُ
ما فُلَّ منها حسامٌ يومَ ملحَمةٍ
إلا وأشرقَ منها صارمٌ خَذِم
ولا روى الدَّهرُ عنها يومَ مُفتَخَرٍ
إلا بما عَرَفتُه العُربُ والعَجَمُ
كم زَمجَرَت خَيلُها في الشرقِ عاديةً
وكم بها فَخَرت في زَهوِها الشكُمُ
تفيأت من ظلالِ العِزٌّ أروَعَها
فَرِيعَ عَرِينُ الأسدِ والأَكمُ
ظنَّ الأعادي بنا من جَهلِهم خَوَرًا
وما دروا أنها الأحلام والكرم!!
فما عُمانُ وإن لاحَ الهدوءُ بها
إلا جلالٌ منَ التَّاريخِ مُرتَسِمُ
أبى لها المجدُ إلا حيثُما رسمت
أيامها البيضُ والخطيّةُ الخُذُمُ!!
وحَيثُما خَفَقَت أعلامُ عِزَّتِها
وحَيثُما رَسَمَ التَّاريخ والقِدَمُ!!
وصَانَها الله إلاٌ أن تَسيرَ على
نهجِ الألى رَكَضَت بالأفقِ خَيلُهمُ
وأنْ تظلَّ على منهاج سالفها
وما به قد أشارَ العِلمُ والعَلَمُ
فَلَمْ تَسِرْ في ركابِ القَومِ طَيَّعةً
ولم تَهن وهي للتَّاريخِ تَحتَكم!!
ولم تَقُل غيرَ ما قالت شوامِخُها
من الأهِلّة لا ماشَاءتِ الأمَمُ!!
وإنَّما اختَارتِ العلياءَ عن قَدَرٍ
وذلكم ما أرادَ الواحِدُ الحَكَم!!
سَيرًا معَ المجدِ، والتَّاريخُ مؤتلقٌ
ضاحي المحيَّا، وأعلامُ الجلالِ فَمُ!!
ياعَاهلَ الوَطنِ الغالي وقائدَه
بخٍ لمجدِكَ هذا الموقفُ الأَمَمُ
~~~
وقفتَ وقفتَك الشَماءَ فانتَبهت
من آلكِ الشمُّ أو من قَبلِهم قِمَمُ
~~~
للِه من موقفٍ طَالَت أعَنَّتُنا
به، وبارَكهَ في مكةَ الحَرَمُ
وِفٌّقتَ فيه، وإن سِيء العدُوُّ به
وزلزلت منه فوقَ الظّالِمِ الأطُمُ
ورِثتَه كابرًا عن كابرٍ، وسَمت
بهِ البلادُ، وحَيّت رُوحَه العُزُمُ
وقيلَ: هيثمُ في تاريخِها قَمَرٌ
وقيلَ: بل صارمٌ في كفٌّها خَذِمُ!!
وقيل: من”أحمدٍ” ناداه منتصرٌ
وقيل: بل من “سعيدٍ” ضَاءتِ الهِمَم!
أجل به سُرَّ” تيمورُ بن فيصلَ”
والأجدادُ من قبله والسَّادةُ البُهُم!
يا قائدَ الوطنِ الغالي وعاهِلَه
يَهني مَقامكَ هذا المجدُ والشَمَمُ
قد صُغتَه لكتابِ الدٌهرِ نيرةً
فصولُه، ينجلي من آيهِ العِظَم
حرَّمتَ أجواءَنا عن أن يمرَّ بها
غازٍ تجيش به الأهواءُ والنُّقَمُ
خفّوا لنصرة صهيون، فكيف لنا
أن نفسح الدرب للغازي، وننتظمُ
بل كيفَ نسمحُ أن يأتونها عَلنًا
من فَوقِنا ورياحُ الغدرِ تَحتِدمُ
أم كيفَ نَرضى بأنْ تُبتزَّ نَخوتُنا
والظلمُ في “غَزةٍ” من هوله ظلمُ
وأيُّ منطقِ سوءٍ أن نكون لهم
عونًا، و نارُهُم بالظلمِ تَضطَرِمُ!!
معاذ مجدِكَ، هذا لا يكونُ وإن
قد جلَّ ضَغطُهمُ أو جدَّ مَكرُهمُ
~~~
فمالنا ولهم، شاهت وجوههم
و”غزة” كلها من بغيهم ضرمُ!!
يا هيثم المجد يا ابن الأكرمين عُلًا
– حماك ربك – شأن غممُ!!
فلا نحابيهم في أي معترك
وإنما بجلال الله نعتصمُ!!
وهاكها حرة مني مجلجلة
ما شابها ملق بل شدها الألمُ!!
فلم يكن ذاك من خلقي ولا شيمي
لو خاصمتني في عليائها القِمَمُ
فليس من خلقي مدح العظام وإن
علا بشأنهم الإجلال والعظمُ
٤وإنما جئت هذا اليوم مفتخرًا
بما به يفخر التاريخ والقِيَمُ
بالأمسِ كنتُ حزينًا من مُرورِهمُ
بأفقنا، وأتيتُ اليومَ أبتِسِمُ
فاسلم حماك إلهُ العَرشِ مُنتَصِرًا
وناصِرا، والعلى ختمٌ ومُختَتَمُ!!
هلال بن سالم السيابي
قصيدة مرفوعة إلى مقام العاهل المفدَّى اعتزازًا بالمواقف القومية