تعد الإشادة السامية من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بالمركز الوطني للإحصاء والمعلومات في اجتماع مجلس الوزراء بقصر البركة العامر الاسبوع الماضي، ودوره في توفير المعلومات للتخطيط في الدولة دليلا ساطعا على الدور الذي يضطلع به المركز في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد وأهميته على كل المستويات التي تتطلب من أجهزة الدولة الاستفادة منه بشكل أكبر مما هو عليه الان كما وجه جلالة السلطان المعظم الوزارات والهيئات ان تستفيد منه في أعمالها وخططها الهادفة للارتقاء بعملها وفق بيانات دقيقة. الأمر، الذي يتطلب العمل على توظيف كل جهة البيانات والإحصائيات التي يوفرها المركز في كل المجالات الإقتصادية والاستثمارية والعمرانية والديمغرافية، فضلا عن الاستفادة من المسوحات والدراسات الإجتماعية والقضايا والظواهر التي تلم بالمجتمع ومعالجتها بطرق علمية تستند للمعلومات التي تتوفر من المركز.
فاليوم أصبح بناء الخطط يقوم على أسس علمية تكون المعلومة الصحيحة والمستقاة من مصادر رسمية معتمدة هي الأساس الحيوي في اتخاذ القرارات وبمختلف أنواعها ومشاربها ولفائدة مشاريع التنمية المختلفة.
والمركز يمتلك منظومة بيانات وطنية شاملة ومتكاملة ذات جودة عالية ومرتبطة إلكترونيا بقواعد بيانات من مختلف المصادر في الجهات الحكومية يُعتبر المصدر الرسمي للإحصاء في سلطنة عُمان وفق المرسوم السلطاني رقم ٣١/٢٠١٢ بتأسيس المركز.
ومن هذا المنطلق فإن كل الجهات الحكومية معنية بالاستفادة من إمكانياته وتوظيفها في أعمالها وتنفيذ اختصاصاتها ولعل الإشادات المتوالية من لدن مولانا جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بالمركز ودوره في رفد صناع القرار بالمعلومات اللازمة للتخطيط لهو خير دليل على الدور الذي يمثله المركز في نهضة عُمان المتجددة التي تتطلب ان ترتكز على البيانات الدقيقة الموثوقة في أعمال التخطيط و تنفيذ البرامج .
وما يثلج الصدر أن كل البيانات التنموية والاقتصادية والاجتماعية والمسوحات تجد طريقها إلى المهتمين عبر آليات الاتاحة المعلوماتية المختلفة من قبل المركز مثل نشرة الإحصاءات الشهرية والنشرات المتخصصة كنشرة الاستثمار الأجنبي وعبر البوابات الإلكترونية كبوابة منافذ التي توفر بيانات إحصائية تفصيلية تتعلق بالتجارة الخارجية من حيث الواردات والصادرات وإعادة التصدير ، كذلك بيانات السلع والمنافذ الجمركية المختلفة بالإضافة الى بيانات التبادل التجاري مع الدول الأخرى ، وبوابة البيانات المكانية بالإضافة إلى العديد من الأوعية الإعلامية والتواصل الاجتماعي والحسابات والتطبيقات، أو ما يسمى البيانات المفتوحة. يتطلب من جهات طلبها أو الولوج إلى النوافذ التي يتيحها المركز للاستفادة منها فالاعمال الإحصائية الدقيقة التي يصدرها المركز تستند إلى مفاهيم وتعاريف دولية موحدة صادرة من منظمات معنية بالحقل الإحصائي والمعلوماتي تخضع للمقارنات بين مختلف الدول وتؤخذ كمؤشر تقاس عليه هذه الدول في التقارير الإقليمية والدولية من قبل المنظمات المعنية ، لذا فإن الأعمال الاحصائية متعمدة وفق التصانيف عالمية معتمدة.
نأمل أن تكلل الجهود التي يبذلها المركز الوطني للمعلومات و للإحصاء بالتوفيق في إرساء، قاعدة بيانات متطورة في سلطنة عُمان و ان تعمل كل أجهزة الدولة على الاستفادة منها بشكل أفضل مما وهو عليه لكي تكون خططها و برامجها أكثر علمية ملامسة الواقع ومبنية على بيانات دقيقة تعظم من قيمة اي خطة وبرنامج تنمية. فالمعلومات هي الثروة الحقيقية اليوم متى سخرت في الاتجاه الصحيح.
علي بن راشد المطاعني