يخوض منتخبنا الوطني العُماني لكرة القدم استحقاقًا آسيويًّا كبيرًا في نهائيَّات كأس أُمم آسيا المقامة حاليًّا في قطر، والجماهير العُمانيَّة الَّتي زحفت وما زالت تواصل الزَّحف لمؤازرة منتخبنا الوطني الكبير أبرمت عقدًا وطنيًّا لا مناصَ عَنْه وهي تعوِّل على نجوم منتخبنا الوطني في تحقيق نتيجة إيجابيَّة تؤهِّله ـ بعون الله ـ إلى الدَّوْر الثاني من النهائيَّات. ورغم كُلِّ الآراء والتصريحات والانتقادات والتَّعاطي الإعلامي في الشَّارع الرياضي، إلَّا أنَّ هذا الحراك أمْرٌ طبيعي يُعبِّر عن حالة وطنيَّة ومتابعة جماهيريَّة ذات أهمِّية وتُشكِّل قاعدة متينة لكرة القدم العُمانيَّة. ولا شكَّ أنَّ الرياضة عمومًا تتشكَّل من خلال منظومة متكاملة أحَد أركانها القاعدة الجماهيريَّة الرياضيَّة. وفي سلطنة عُمان تُشكِّل هذه القاعدة إحدى أهمِّ أوراق القوَّة في المنظومة الرياضيَّة، بالإضافة إلى بقيَّة عناصر المنظومة المتمثلة في أجهزة المنتخبات الوطنيَّة وكوادرها الرياضيَّة. ولو تحدَّثنا عن منتخبنا الوطني لكرة القدم نقول إنَّ منظومتنا الكرويَّة لدَيْها من أوراق القوَّة ما يُمكِّنها من بلوغ المنافسات القاريَّة والعالَميَّة بشكلٍ مشرِّف. ورسالتنا العاجلة لمنتخبنا الوطني اليوم وهو يخوض المباراة الثالثة بالمجموعة الَّتي من خلالها يُمكِن بلوغ الدَّوْر الثاني من النهائيَّات، أنَّه جدير ببلوغها، ونحن نراهن على نجوم منتخبنا الوطني في تحقيق آمال وتطلُّعات الجماهير العُمانيَّة الزاحفة إلى الدوحة للمؤازرة.
منتخبنا الوطني في الميدان يمتلك عددًا من أوراق القوَّة، ونجوم منتخبنا يدركون حجم المسؤوليَّة الوطنيَّة وهُمْ لها وعلى قدر أهلِ العزمِ تأتي العزائم. ولا شكَّ أنَّ المستوى الفنِّي للمنتخب والانضباط التكتيكي والتغطية الدفاعيَّة، ونقلَ الكرة بانسيابيَّة وسرعة، كما أنَّ مهارات نجوم منتخبنا وتواصل خطوطه كُلّها ميزات فنيَّة متوافرة لدى منتخبنا، وهذه نقاط قوَّة قَدْ لا تتوافر لمنتخبات أخرى، وهذه المميّزات بالإضافة إلى الروح والعزيمة والإصرار والإيجابيَّة هي كفيلة بتحقيق الفوز بإذن الله في المباراة القادمة. النقاط السلبيَّة الَّتي يُعاني مِنْها منتخبنا الوطني أبرزها ضعف خطِّ الهجوم والتهديف، وهذه يُمكِن تلافيها بحلول فنيَّة أخرى، ومُشْكلة التهديف بالمنتخب يُمكِن حلُّها من خلال تجربة كوادر هجوميَّة أخرى، وتعزيز الخطط الهجوميَّة في المباراة القادمة الَّتي يفترض أن تكُونَ خطَّة هجوميَّة بحتة تتطلب تحقيق هدف عُماني مبكِّر. وأبرز الطُّرق الفنيَّة هي الضغط الهجومي السَّريع والمتواصل، وزيادة عدد لاعبي منتخبنا في منطقة الخصم والإحاطة بمنطقة العمليَّات لمرمى الخصم والارتداد السريع للدِّفاع. ومنتخبنا ـ بلا شك ـ يمتلك الكثير ليقدِّمَه في المباراة المهمَّة مساء الخميس، وهو جدير بتنفيذ الخطط الهجوميَّة، ولدَيْنا عناصر ونجوم يُمكِنها تسجيل الأهداف من جميع خطوط المنتخب، وهذه العناصر تمتلك مهارات عالية قادرة ـ بعون الله ـ أن تحقِّقَ الفوز بأكثر من هدف وتحقيق آمال وطموحات أبناء عُمان في مِثل هذه المحافل الرياضيَّة الدوليَّة. ردود الأفعال الفنيَّة والإعلاميَّة تعَد طبيعيَّة، لكنَّ تصعيد الانتقادات بشكلٍ عشوائي وإيصال رسائل سلبيَّة لا تخدم المنتخب في هذه المرحلة وليس مفيدًا، ولكن نحن على ثقة بأنَّ منتخبنا والمعنيِّين بالمنتخب مدركون ومقدِّرون المسؤوليَّة الوطنيَّة، وأهمِّية تحقيق الصعود لمنتخبنا الوطني وهُمْ على قدر تلك الآمال. كما أنَّ هذا الحراك الجماهيري المتفاعل ينبغي تقديره وهو لَمْ يصدر إلَّا من خلال حالة وطنيَّة يجِبُ تقديرها، ويبقى الأهمُّ لدى الجهاز الفنِّي والإداري لمنتخبنا تدارك وتشخيص الأمور بالشكل الصحيح، ووضع الخطط الفنيَّة الناجعة والأسلوب الأمثل لتحقيق الفوز المؤهِّل للمرحلة الثانية من النهائيَّات، وأمَلُنا كبير ورهانُنا على نجوم منتخبنا في حسْمِ الجولة الثالثة والتأهل بإذن الله تعالى.
خميس بن عبيد القطيطي