تمهيد :
منذ أيام تصاعدت مشكلة داخلية خطيرة داخل الولايات المتحدة الأمريكية تقودها ولاية تكساس الغنية والمجاورة إلى المكسيك والمحسوبة على الحزب الجمهوري، وتزامناً مع بداية سباق الاستقرار الانتخابي في الحزب الجمهوري ضد مرشح الحزب الديموقراطي الرئيس الخرف جو بايدن ، والتي كسب من خلالها الرئيس السابق دونالد ترامب ولايتين متتاليتين وبطريقة فاجئت جبهة بايدن ومنافسي ترامب على الترشيح داخل الجمهوري.
مباشرة دعمت روسيا والقيادة الروسية إعلاميا حاكم تكساس بتمرده على واشنطن والرئيس بايدن وكتب الاعلام الروسي أن قضية انفصال تكساس مسألة وقت ليس إلا ، و إن جميع خصوم الولايات المتحدة الأمريكية في العالم سلطوا الضوء على هذه المشكلة !
سياق الاحداث واصل المشكلة !
- تعتبر ولاية تكساس هي الأكبر والأغنى من بين الولايات الأخرى؛ فهي التي تمتلك الثروات النفطية والغاز والموقع المهم ناهيك أنها رأس حربة الولايات الجمهورية في أمريكا لقد قرر حاكم تكساس وحكومة الولاية نصب اسلاك شائكه لمنع المهاجرين غير الشرعيين القادمين من المكسيك، ولقد قتل وجرح الكثير من هؤلاء على عتبة تلك الأسلاك التي كلفت اكثر من 10 مليار دولار دفعتها ولاية تكساس من خزينة الولاية . والرئيس بايدن الذي يقود هو وحليفه المجرم نتنياهو حرب الإبادة ضد النساء والأطفال في غزة حنَّ قلبه على هؤلاء المهاجرين الذين جرحوا على أسلاك تكساس ورفع صوته ضد حاكم ولاية تكساس وضد حكومة تكساس وقال : ( هذا عمل غير إنساني ) ولكن قتل الفلسطينيين واليمنيين والعراقيين عملاً انسانيا؛ لهذا أعطى الرئيس بايدن مهلة تنتهي هذا اليوم ٢٨ يناير ٢٠٢٤ لإزالة السياج.
- ولكن حاكم ولاية تكساس رفض ذلك وأيدهُ بذلك قضاة المحكمة في تكساس، ولكن بايدن صاحب الضمير الحي والقلب الرحيم أعطى أوامره للجيش الفيدرالي أن يتوجه لولاية تكساس لإزالة السياج بالقوة ؛ بالمقابل أعلن حاكم ولاية تكساس بأن الحرس الوطني التكساسي جاهز وسوف يمنع الجيش الفيدرالي حتى ولو بالقوة، وتعالت التصريحات والمواجهات الكلاميه بين الطرفين مباشرة تدخل مرشح الحزب الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب ووجه نداء بحماية ولاية تكساس ؛ فمباشرة قرر حاكم ولاية “أوكلاهوما” مساندة ولاية تكساس وحتى ارسال جيش الولاية لمساندة تكساس؛ فتحركت الولايات الجمهورية فقام حكام 25 ولاية بتأييد تكساس وأعلنوا أنهم مستعدين لإرسال الحرس الوطني لولاياتهم لحماية تكساس !.
- وهذا موشر واضح أن هذه الانتخابات الجديدة في أمريكا أعطت علامة واضحة للإنقسام داخل امريكا (أرض وولايات وجمهور) وسببه السياسات الفاشلة التي يقودها بايدن فبرز منافسه ترامب ليصب الزيت على النار ، والآن قرر سائقو الشاحنات بالتوجه الى تكساس لاقامة سياج على طول الحدود اضافة لسياج الاسلاك الشائكة وهنا تعاضمت المشكلة داخليا ونعتقد أنها كرة الثلج التي سوف تكبر وتكبر داخل أمريكا وراءها تداعيات خطيرة في المستقبل !
طموحات_تكساس !
لدى ولاية تكساس طموحات واضحة وقديمة نحو الاستقلال ويبدو أنها وجدت أن هذا التوقيت مناسب جدا حيث رئيس ضعيف وولايات متحدة تخسر ولا تكسب وباتت مكروهة عالميًا فعليها المضي في هذا الطريق.
فولاية تكساس لا تنتظر هبات من واشنطن أو من ولايات اخرى لكي تبقى أسيرة؛ فهي ثالث مصدر للنفط بعد روسيا والسعودية، وفيها أكبر حقل نفط بالعالم وتزود الولايات المتحده بـ 20% من الطاقة الكهربائية، و90% من المصافي النفطية توجد فيها .
وهذا يعني إنها نكسة كبرى للولايات المتحدة ولواشنطن عندما تعلن ولاية تكساس انفصالها عن الولايات المتحدة ، وطبعا هذا لن تسمح به الحكومة الفيدراليه وحتى وان حدثت حرب داخلية.وحينها ستقول واشنطن والبيت الابيض أنها مؤامرة روسية صينية؛ ولكن هناك نقطة أخطر من ذلك فحال اعلان تكساس انفصالها عن الولايات المتحدة سوف تتبعها ولايات أميريكية أخرى مثل اوكلاهوما ، ونيومكسيكو ، واريزونا ،وربما حتى كالفورنيا … الخ ! وكل هذا يعرفها البيت الابيض!
الخلاصة:
حسب اعتقادنا ومن خلال معرفة سياسات الولايات المتحدة الأمريكية التي تبنى على الكذب والاعمال القذرة من جهة ، و شعارها ” التضحية من أجل البقاء ” من جهة اخرى، ونعطيكم مثال بسيط ” قتلت واشنطن سفيرها الاميركي مع الرئيس الباكستاني ضياء الحق لتبرر بقاءها في باكستان وتتخلص من الجنرال ضياء الحق.
وبالتالي فليس أمام بايدن إلا صدمة لتوحيد الشعب الاميريكي ومثلما فعل الرئيس بوش الابن الذي قرر غزو العراق عندما قال : (الشعب الأميريكي دخل بسبات وبرود وكان لابد من صدمة قوية ليعود أقل سيء لى الوحدة والشعور القومي).
وبايدن ربما سيفعلها بحرب خاطفة للهروب من مشاكله الداخلية ومن ثم توحيد الشعب الأمريكي، ونتوقعها في منطقتنا ” الشرق الاوسط” ؛ فالحذر الشديد من مغامرات واشنطن.
وطبعا لا تنسوا جيشها السري” داعش” الذي ستعتمد عليه والذي ينتظر الاشارة منها! … حسسوا رؤوسكم ياقادة العراق خصوصا وأنتم الذين حرصتم أن يبقى العراق بلا سياج وبلا سيادة – الله ينتقم منكم – !.
د.سمير عبيد
٢٨ يناير ٢٠٢٤